كهرباء الخرطوم…وردنا الأن
متابعات _ الهدهد نيوز _ وسط معاناة طويلة عاشها المواطنون في العاصمة السودانية، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم عن بشريات مبشرة تتعلق بأزمات المياه والكهرباء، التي أرّقت سكان الولاية منذ بداية الحرب. فقد كشف اجتماع اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة، الذي ترأسه والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، عن تقدم ملموس في أعمال التأهيل والصيانة الخاصة بمحطات المياه والطاقة التي تعرضت لتخريب واسع جراء الحرب.
وأشارت مصادر مطلعة حضرت الاجتماع إلى أن محطات مياه المقرن، بيت المال، والشجرة شهدت تطورات نوعية في عمليات الصيانة والتأهيل، خاصة في ما يتصل بإعادة تشغيل الطلمبات وخطوط الكهرباء والخطوط الناقلة للمياه. ويُتوقع أن تسهم هذه الخطوات في تحسين الإمداد المائي لعدد من المناطق في جنوب الخرطوم وشرق النيل، التي شهدت انقطاعات متكررة خلال الأشهر الماضية.
وفيما يتعلق بالكهرباء، أوضح مسؤولو إدارة الكهرباء خلال الاجتماع أنهم قطعوا شوطًا كبيرًا في إعادة تأهيل المحطات التحويلية وخطوط النقل الرئيسة التي تعرضت للقصف من قبل المليشيات المتمردة. وأكدوا أن الأيام القادمة ستشهد تقليصًا ملحوظًا في ساعات القطوعات بمناطق كرري وأمدرمان وبحري، وهو ما سيشكل بارقة أمل حقيقية للمواطنين المتضررين من الانقطاع المستمر.
وتأتي هذه التحركات الحكومية في ظل ظروف استثنائية تعيشها الخرطوم، بعد شهور من المعارك والدمار الذي طال البنى التحتية والخدمات الحيوية. وتواجه السلطات تحديات هائلة في إعادة تشغيل المرافق المتضررة، وسط إمكانيات محدودة وضغوط أمنية متزايدة، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى وجود إرادة حقيقية لكسر دائرة التدهور الخدمي.
ويرى مراقبون أن هذه الانفراجات، إذا ما استمرت وتطورت، ستُحدث تحولاً في المشهد الإنساني داخل العاصمة، وستسهم في تقليل معاناة آلاف الأسر التي تعتمد يوميًا على الإمدادات المستقرة من المياه والكهرباء.
وفي الوقت الذي رحّب فيه المواطنون بهذه البشريات، لا يزال كثيرون منهم يترقبون التنفيذ الفعلي على الأرض، مشيرين إلى أن التصريحات وحدها لم تعد تكفي، وأن الأولوية يجب أن تكون لسرعة الإنجاز وتوفير البدائل المؤقتة إلى حين اكتمال إعادة الإعمار الكامل.
