اخبار

عملية اقتحام صادمة لسجن كوبر .. تفاصيل مثيرة عن الهجوم

متابعات _ الهدهد نيوز

عملية اقتحام صادمة لسجن كوبر .. تفاصيل مثيرة عن الهجوم

نيالا – الهدهد نيوز _ في واحدة من أخطر الحوادث الأمنية التي شهدتها ولاية جنوب دارفور منذ اندلاع الحرب، كشفت مصادر ميدانية وشهود عيان عن تفاصيل مثيرة لهجوم مسلح استهدف سجن كوبر بمدينة نيالا، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى وهروب جماعي لعشرات السجناء، وسط حالة من الفوضى والذعر سيطرت على المدينة في أعقاب الحادث.

 

 

بحسب المعلومات التي تحصلت عليها “دارفور 24″، فإن مجموعة مسلّحة يُعتقد أنها تتبع لقوات الدعم السريع نفذت الهجوم في ساعة متأخرة من يوم السبت 22 يونيو الجاري، بهدف إطلاق سراح أحد القادة الميدانيين المحتجزين داخل السجن بتهمة تتعلق بالقتل العمد. وأسفر الهجوم عن اشتباكات عنيفة مع القوة المكلفة بحراسة المنشأة، أدت إلى مقتل 12 نزيلاً، و6 من العناصر المهاجمة، بالإضافة إلى 8 من أفراد الحراسة النظامية، من بينهم ضابطان أحدهما مدير السجن الرائد عمر إبراهيم، وفقاً لمصادر أمنية مطلعة.

إعلان

 

 

وأشار شهود عيان إلى أن الهجوم نُفذ بشكل مباغت ومدروس، حيث استُخدمت فيه سيارات دفع رباعي وأسلحة ثقيلة وخفيفة، ما تسبب في انهيار سريع للسيطرة داخل محيط السجن، وأتاح للمعتقلين فرصة للهروب الجماعي وسط إطلاق نار كثيف. وأكدت ذات المصادر أن السجن كان يضم أكثر من 800 معتقل، بينهم مدانون ومشتبه بهم في قضايا متنوعة، من أبرزها التخابر والتعاون مع القوات المسلحة.

 

 

وفي أعقاب الحادث، أعلنت سلطات ولاية جنوب دارفور عن تشكيل لجنة تقصي حقائق برئاسة وكيل ثانٍ للنيابة العامة، للتحقيق في ملابسات الهجوم والتقصير الأمني الذي سمح بحدوثه، فضلاً عن حصر الخسائر البشرية والمادية وتحديد المسؤوليات.

 

 

وبحسب تصريحات مصدر أمني رفيع، فقد أُرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى موقع الحادث تضم أكثر من 70 مركبة قتالية، بهدف فرض الطوق الأمني على محيط السجن والمناطق المجاورة، وملاحقة السجناء الفارين الذين توزعوا في أحياء متعددة من المدينة وقرى مجاورة.

 

 

وقال أحد السجناء الذين تمكنوا من الفرار في حديث لـ”دارفور 24” إنه خرج من بوابة السجن أثناء الفوضى، بعد أن قضى عقوبة سجن قصيرة بتهمة “التخابر مع الجيش”، مشيراً إلى أنه غادر منزله لاحقًا خشية القبض عليه مجددًا، وأكد أن العديد من السجناء الفارين واجهوا إطلاق نار أثناء محاولتهم الهرب، ما أسفر عن وقوع إصابات جديدة لم تُوثّق بعد.

 

 

وفي شهادة مؤلمة، تحدّث أحد أقرباء القتيل محمود سليمان محمود، وهو من نزلاء السجن الذين لقوا حتفهم خلال الهجوم، عن أن محمود كان قد حُكم عليه في قضية قتل، وقد جرى دفع دفعتين من دية القتيل، وكان من المنتظر الإفراج عنه نهاية الشهر الجاري بعد إكمال التسوية النهائية مع أولياء الدم. وقد أقيم صيوان عزاء للفقيد في حي الثورة بنيالا، وسط أجواء من الحزن والغضب الشعبي من تدهور الأوضاع الأمنية.

 

 

جدير بالذكر أن سجن كوبر بنيالا قد أُعيد افتتاحه مطلع مارس الماضي، بعد خضوعه لأعمال ترميم وتأهيل، وكان يستقبل معتقلين من ولايات دارفور وكردفان والعاصمة الخرطوم، خاصة مع تفاقم الوضع الأمني في العديد من المناطق. وتقول مصادر مطلعة إن السجن كان يعاني من ضغط كبير في الطاقة الاستيعابية، وغياب الإمكانيات اللوجستية الكافية لتأمين مئات السجناء في ظل الأوضاع المتقلبة.

 

 

الحادث أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الشعبية والحقوقية، حيث عبّر كثير من المواطنين عن خشيتهم من تصاعد موجة الانفلات الأمني واستغلال بعض الأطراف للحرب الدائرة لفرض أمر واقع من خلال الإفراج القسري عن عناصر تُعد من أخطر المشتبه بهم، وهو ما قد يهدد السلم الأهلي في مدينة نيالا والمناطق المجاورة.

 

 

ولا تزال التحقيقات جارية، وسط ترقّب لتقرير اللجنة الولائية، بينما تعالت الدعوات بضرورة مراجعة بروتوكولات حماية المنشآت الحيوية، وإعادة النظر في خطط توزيع المعتقلين وفقًا لمستويات الخطورة والتهديدات المحتملة، تجنبًا لتكرار مثل هذه الأحداث.

 

 

وتشير هذه الحادثة إلى هشاشة الوضع الأمني في بعض مناطق السودان، وتكشف عن الحاجة الملحة لإعادة ترتيب الأجهزة الأمنية والعدلية بما يضمن سلامة السجون والنزلاء ويكفل العدالة، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد منذ اندلاع النزاع العسكري.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى