
وثائق استخباراتية تكشف خيوط العلاقة بين حميدتي وأبوظبي
متابعات _ الهدهد نيوز _ كشفت صحيفة أمريكية بارزة عن تفاصيل جديدة ومثيرة تتعلق بعلاقات إقليمية يُشتبه في ارتباطها بالأحداث الجارية في السودان، مشيرة إلى وجود اتصالات مباشرة بين شخصية بارزة في القيادة العسكرية السودانية ومسؤولين رفيعي المستوى في دولة خليجية معروفة. وبحسب التقرير، فإن هذه الاتصالات تم اعتراضها من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وتضمنت معلومات اعتُبرت حساسة وتسلط الضوء على طبيعة العلاقة التي جمعت الطرفين خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن نائب رئيس دولة عربية بارزة، يُعد من أبرز الشخصيات النافذة في منطقة الخليج، أدار بنفسه لقاءات واجتماعات مغلقة مع القائد العسكري السوداني، تركزت حول ترتيبات وصفها التقرير بـ”غير المعلنة”، يُعتقد أنها كانت جزءًا من دعم أوسع في سياق التوترات الإقليمية والحسابات الجيوسياسية المعقدة في المنطقة.
وتناول التقرير تفاصيل لقاء سابق جمع الرجلين في قصر خاص بالخليج، وذلك قبل اندلاع القتال في الخرطوم بأسابيع، بالإضافة إلى اجتماع موثق في معرض دولي للصناعات العسكرية، في إشارة إلى أن العلاقات كانت قائمة منذ فترة بعيدة وشهدت تنسيقًا لافتًا.
كما أورد التقرير تصريحات لمبعوثين أمريكيين سابقين أشاروا إلى محاولات متعددة لطرح أسئلة مباشرة حول طبيعة هذا الدعم، إلا أن المسؤول الخليجي المعني تجنّب تقديم إجابات حاسمة، مكتفيًا بإشارات غير مباشرة تُفهم أحيانًا على أنها تبريرات أخلاقية أو سياسية لما جرى.
اللافت أن الصحيفة أوضحت بأن هذه العلاقات لم تكن محل اعتراف رسمي، إذ تنفي الدولة الخليجية باستمرار أي تدخل في النزاع السوداني، إلا أن ما ورد في الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة الأمريكية يشير إلى أن الدعم لم يكن سياسيًا فقط، بل شمل أبعادًا أخرى ذات طابع لوجستي وتقني.
في السياق نفسه، تحدث التقرير عن أن القيادة في الدولة الخليجية تشعر بامتنان خاص للقائد العسكري السوداني، الذي سبق أن تعاون معها في ملفات إقليمية أخرى، منها ما يتعلق بالملف اليمني، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى تأثير هذا الامتنان على طبيعة الدعم اللاحق في الأزمة السودانية.
ويُعد هذا التقرير جزءًا من سلسلة تقارير دولية بدأت تركز على الأدوار الخفية التي تلعبها بعض القوى الإقليمية في الصراعات المسلحة داخل أفريقيا، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لتتبع مسارات التسليح غير المعلنة، ومن يقف خلفها.
وفي ظل هذه المعطيات، يُتوقع أن تثير المعلومات الواردة ردود فعل متباينة في الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، خاصة في ضوء ما تحمله من مؤشرات على احتمال وجود دعم خارجي فاعل ساهم في موازين القوة داخل الساحة السودانية.
ويتابع المراقبون هذا الملف عن كثب، وسط توقعات بأن تؤثر هذه التسريبات على شكل العلاقات الدولية في الإقليم، خاصة مع اتساع رقعة النزاع وغياب أفق واضح للحل.