
وثيقة صمود تثير الجدل
متابعات _ الهدهد نيوز _ في مشهد يعكس حالة الانقسام العميقة في المشهد السياسي السوداني، فجّر تحالف “صمود” مفاجأة جديدة بإعلانه الصريح عن رفضه التعامل مع رئيس الوزراء المُعيَّن كامل إدريس، مؤكدًا أنه لا يعترف بأي حكومة تُشكَّل من داخل بورتسودان أو غيرها، في تحدٍّ مباشر للمسار الحكومي الحالي الذي تسعى إليه السلطة المركزية.
وجاء الموقف الحاد من التحالف المدني لقوى الثورة “صمود” في وقت تستعر فيه الحرب التي أنهكت البلاد منذ أبريل 2023، ويبحث الجميع عن مخرج سياسي يوقف نزيف الأرواح والانهيار الاقتصادي. ورغم أن التحالف أعلن قبل أيام قليلة عن إقرار وثيقة رؤية سياسية طموحة لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة، إلا أن قادته شددوا على أنهم لن يسلّموها إلى كامل إدريس، ما يعكس تصعيداً سياسياً قد يعقّد فرص الحوار في المدى القريب.
المتحدث باسم التحالف، بكري الجاك، قال في تصريحات خاصه إن الجولات الخارجية لقادة “صمود” مستمرة، وإن المغرب ستكون المحطة القادمة، بعد لقاء سابق جرى مع الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، في دلالة واضحة على التوجه نحو تدويل الأزمة السودانية.
ويبدو أن تحالف “صمود”، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، يراهن على كسب دعم سياسي إقليمي ودولي لمبادرته التي تتضمن وقف الحرب، واستعادة المسار الديمقراطي، عبر تسليم رؤيته للجيش والدعم السريع والقوى السياسية فقط، دون المرور عبر حكومة بورتسودان، التي يعتبرها “فاقدة للشرعية الثورية”.
مصادر مطلعة كشفت أن التحالف ناقش في اجتماع مشترك للأمانة العامة والآلية السياسية بالعاصمة الأوغندية كمبالا، ضرورة تسليم الرؤية إلى الجيش والدعم السريع، كخطوة عملية لفرض معادلة جديدة في مسار التسوية.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السودانية رفضها لأي تعامل خارجي مع التحالف، واعتبرته كيانا خارجاً عن الشرعية، في حين تُبقي الأطراف المتحاربة على تمسكها بالخيار العسكري، رغم المطالب المتزايدة لوقف القتال.
ويتوزع قادة “صمود” على عدة عواصم، بينها القاهرة، أديس أبابا، نيروبي، وكمبالا، وينشطون عبر تحركات دبلوماسية ولقاءات مع صناع القرار الإقليميين، وهو ما تعتبره الحكومة السودانية تحدياً مباشراً لها.
وتتزامن هذه التطورات مع تضاؤل الأمل لدى السودانيين بوقف قريب للحرب التي دخلت عامها الثالث، وسط حديث غربي عن تحولات في مواقف بعض الأطراف تجاه فكرة التفاوض، لكن دون أي نتائج ملموسة حتى اللحظة.