
الخرطوم تتحرك.. أول وزراء حكومة الأمل إلى الواجهة
متابعات _ الهدهد نيوز _ في أولى خطوات تشكيل ما عُرف بـ”حكومة الأمل”، أصدر رئيس مجلس الوزراء الانتقالي في السودان، الدكتور كامل إدريس، قرارًا رسميًا بتعيين وزيرين على رأس وزارتي الدفاع والداخلية، في خطوة تمثل بداية التأسيس لحكومة مدنية جديدة بعد سنوات من الفراغ التنفيذي. وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، فقد تم تعيين الفريق حسن داؤود كيان وزيرًا للدفاع، والفريق بابكر سمرة مصطفى وزيرًا للداخلية، بينما تم توجيه الوزارتين والجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار.
ويأتي هذا التعيين بعد أقل من شهر على أداء كامل إدريس لليمين الدستورية، رئيسًا للوزراء، خلفًا لحكومة مكلفة ظلت تدير البلاد منذ مطلع عام 2022، حيث أكد إدريس عقب توليه المنصب أن تشكيل حكومته سيتم على أسس الكفاءة الوطنية المستقلة، بعيدًا عن المحاصصات السياسية، مشيرًا إلى أن حكومته ستعمل على تقليص الهياكل الموازية التي تستنزف موارد الدولة، وستعيد النظر في المجالس والهيئات التي وصفها بأنها “حكومات ظل” ينبغي دمجها أو حلها بالكامل.
ومنذ استقالة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في مطلع عام 2022، ظل منصب رئيس الوزراء شاغرًا، مما دفع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان حينها إلى تكليف الأمين العام لمجلس الوزراء، عثمان حسين، بتسيير مهام رئاسة الحكومة بشكل مؤقت، في ظل تعثر المسار الانتقالي وتزايد التوترات السياسية.
وفي سياق متصل، يترقب الشارع السوداني إعلان بقية التشكيلة الوزارية، التي يُتوقع أن تضم 22 حقيبة وزارية، وذلك وسط تحديات أمنية واقتصادية جسيمة تواجه البلاد. وتأتي هذه التطورات بينما يشهد السودان نزاعًا مسلحًا دام لأكثر من عام بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المواطنين داخليًا وخارجيًا، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الوضع الإنساني.
يُذكر أن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أعلن في أبريل الماضي تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرته، في تحدٍّ مباشر للحكومة المركزية، وهو ما زاد من تعقيد المشهد السياسي، وعمّق الانقسام في مؤسسات الدولة.
تعيين وزيرين للدفاع والداخلية يمثل أول اختبار فعلي لحكومة إدريس الجديدة، في ظل تصاعد التحديات الميدانية، وتزايد الضغوط لإيجاد مخرج سلمي شامل يوقف الحرب ويفتح الباب أمام استعادة الاستقرار، وهي مهمة تبدو بالغة التعقيد لكنها ضرورية لإنقاذ السودان من الانهيار.