إعلان
منوعات

الأمن الغذائي يتلاشى

متابعات _ الهدهد نيوز

إعلان

الأمن الغذائي يتلاشى

إعلان

متابعات _ الهدهد نيوز _ يواجه السودان أزمة معيشية طاحنة، دخل على إثرها أكثر من ثلثي السكان دائرة العوز الغذائي، في ظل ارتفاع جنوني لأسعار السلع الأساسية وتدهور اقتصادي غير مسبوق، حيث يُقدّر البنك الدولي أن غالبية المواطنين يعيشون بدخل يقل عن دولارين ونصف يوميًا، وهو مبلغ لا يكفي لتأمين وجبة واحدة متكاملة، حتى من دون أي مكونات بروتينية مثل اللحوم.

 

إعلان

 

وقد شهد العام 2024 ارتفاعًا في أسعار السلع بنسبة تجاوزت 188%، بحسب تقارير دولية، بينما ظلت الأجور على حالها المتدني، إذ لا تتجاوز لدى شريحة واسعة من العاملين، خاصة المعلمين والعمال، ما يعادل 60 دولارًا في الشهر، مما عمّق الفجوة بين الدخل ومتطلبات المعيشة اليومية. وتسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين في تعطيل الإنتاج وتدمير البنية التحتية وحرمان ملايين السودانيين من الوصول إلى الخدمات الحيوية كالمياه النقية والكهرباء.

إعلان

 

 

في المناطق الزراعية، فشلت مواسم الحصاد بشكل متكرر بسبب الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، مما أدى إلى انهيار دورة الإنتاج الغذائي، كما حدث في الولاية الشمالية، حيث أكد المزارع علي شريف أن ثلاث دورات زراعية متتالية أُجهضت، وأن أسرته أصبحت عاجزة عن توفير مؤونتها، بعد نفاد المخزون القليل من الحبوب الذي كان يعتمد عليه طوال العام.

 

 

ومع تزايد النزوح من مناطق الصراع إلى الولايات الأقل تأثرًا، خاصة شمال السودان، ازداد الضغط على الموارد المحدودة، في وقت لم تعد فيه تلك المناطق قادرة على استيعاب مزيد من النازحين، الأمر الذي زاد من حدة الأزمة. من جهتها، أكدت السيدة نعيمة حسين، التي عادت مؤخرًا إلى جنوب الخرطوم، أن أسعار السلع تضاعفت بشكل كارثي، وأن أسرتها المكونة من ستة أطفال تعتمد على وجبة واحدة في اليوم، بينما لا تتوفر مياه الشرب النظيفة بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء الذي يؤثر على مضخات المياه.

 

 

 

وحذر برنامج الغذاء العالمي من تفاقم خطر المجاعة، لاسيما في مناطق جنوب الخرطوم ومحيطها، مؤكدًا أن المجتمعات المتضررة وصلت إلى نقطة الانهيار، وأن العجز في التمويل يعرقل عمليات توزيع الغذاء، ما أجبر البرنامج على تقليص حصص الأغذية الضرورية وسحب مواد مثل الزيت والبقوليات والمكملات الغذائية الخاصة بالأطفال والنساء الحوامل.

 

 

كما نبّه البرنامج الأممي إلى أن نقص التمويل البالغ أكثر من 85% من المطلوب لتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية في السودان لعام 2025، يهدد بوقف المساعدات الحيوية في ولايات مهمة مثل الخرطوم، النيل الأزرق، الجزيرة، وسنار. ومع تصاعد الأزمة الإنسانية، دعا مسؤولون دوليون المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل وتوفير الدعم المالي اللازم لتفادي وقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق، مؤكدين أن استمرار تجاهل الأوضاع في السودان سيؤدي إلى تداعيات كارثية على ملايين الأسر السودانية المنهكة.

 

 

وفي ظل هذه الأزمات المتفاقمة، يبقى المواطن السوداني عالقًا بين مطرقة الحرب وسندان الجوع، في وقت تتآكل فيه قدرة المجتمعات على الصمود، وتغيب فيه الحلول الفاعلة، وسط تحديات سياسية وأمنية واقتصادية متشابكة، تهدد ما تبقى من الاستقرار في البلاد.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى