
صراع السلطة يشتعل.. مناوي يفجّر مفاجأة في بورتسودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ تشهد العاصمة المؤقتة بورتسودان حراكًا سياسيًا متسارعًا، وسط اجتماعات مكثفة لأطراف اتفاق جوبا للسلام مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هذه الاجتماعات ناقشت ملفات الشراكة السياسية ومستقبل السلطة التنفيذية، في ظل ترتيبات رئيس الوزراء المعيّن حديثًا كامل إدريس لإعلان تشكيل حكومته المرتقبة.
مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان والمشرف العام على القوات المشتركة، صرّح بأن النقاشات الأخيرة تمحورت حول ضرورة حسم الشراكة قبل الخوض في توزيع المناصب، مشددًا على أن الحديث عن تقاسم السلطة دون شراكة فعلية لا معنى له. واعتبر أن هذا النوع من التفاوض السياسي ليس بالأمر المعيب، بل هو جوهر العملية السياسية التي خاضتها حركته منذ توقيع اتفاق جوبا.
الموقف الذي أعلنه مناوي لم يكن معزولًا، إذ أعلن أيضًا دعمه الواضح للقوات المسلحة السودانية، في ما بدا تحوّلًا سياسيًا مهمًا في تموضع الحركات الموقعة على اتفاق السلام. كما أبدى رئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، موقفًا مماثلًا، مؤكدًا وقوفه بجانب الجيش في المرحلة الراهنة.
تحذيرات واضحة صدرت من حركة العدل والمساواة تجاه أي محاولة لتقليص نفوذ أطراف جوبا في الحكومة المقبلة، معتبرة أن تجاهل الاتفاق يمثل تهديدًا مباشرًا لمسار السلام واستقرار البلاد. كما عبّرت الحركة عن امتعاضها من تعيين رئيس الوزراء دون مشاورات كافية مع شركاء السلام، وهو ما اعتبرته تجاوزًا خطيرًا.
وفي اجتماع لاحق مع كامل إدريس، طالب ممثلو اتفاق جوبا بضرورة التعامل المتوازن مع جميع الأطراف، مؤكدين أن التشكيل الحكومي لا يمكن أن يتم دون حوار حقيقي مع القوى الموقعة على الاتفاق، التي ترى في الشراكة السياسية مرجعية أساسية لأي خطوات مقبلة.
المشهد السياسي في بورتسودان يبدو معقّدًا، في ظل تصاعد الجدل حول طبيعة الحكومة المقبلة، وتخوفات من تفجّر الخلافات في حال استمرار تجاهل مطالب الأطراف الرئيسية في اتفاق جوبا. ومع اقتراب إعلان حكومة التكنوقراط، تبقى الأنظار متجهة نحو كيفية إدارة التوازنات بين المؤسسة العسكرية والحركات المسلحة، ومواقف القوى السياسية التي تطالب بضمانات واضحة تضمن استمرار دورها في المرحلة الانتقالية.