اخبار

قرار عاجل بشأن الجامعات في السودان

متابعات _ الهدهد نيوز

قرار عاجل بشأن الجامعات في السودان

متابعات _ الهدهد نيوز _ في خطوة اعتُبرت بمثابة انطلاقة جديدة نحو تطبيع الحياة العامة وإعادة ترتيب أولويات الدولة، أصدر رئيس مجلس الوزراء السوداني، الدكتور كامل الطيب إدريس، توجيهات رسمية إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تقضي ببدء إجراءات إعادة الجامعات السودانية إلى العاصمة الخرطوم. يأتي هذا القرار بعد فترة طويلة من التوقف والاضطرابات التي شهدتها البلاد على خلفية الحرب والانتهاكات التي طالت المؤسسات التعليمية جراء الهجمات المتكررة من قبل قوات الدعم السريع، والتي ألحقت دماراً واسعاً بالبنية التحتية للجامعات والمراكز البحثية.

 

 

 

إعلان

ووفقاً لما أوردته وكالة السودان للأنباء، فقد وجه رئيس الوزراء الوزارة المعنية بحصر الأضرار التي لحقت بالمنشآت التعليمية، والبدء الفوري في صيانتها وإعادة تأهيلها بما يضمن جاهزيتها لاستقبال الطلاب واستئناف العملية التعليمية في بيئة مستقرة وآمنة. ولم تقف التوجيهات عند حدود البنية التحتية فحسب، بل امتدت لتشمل الجوانب الفكرية والتربوية، حيث كلّف إدريس المركز القومي للمناهج والبحث التربوي بإدخال تعديلات على المناهج التعليمية تركز على تعزيز قيم الوحدة الوطنية، ومحاربة خطاب الكراهية، وترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش السلمي بين كافة مكونات المجتمع السوداني.

 

 

 

وفي إطار التوجه العام للحكومة نحو ترسيخ الاستقرار المجتمعي، أوعز رئيس الوزراء إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بتنفيذ حملة توعوية من خلال المساجد، تحث خطباء الجمعة على دعم جهود الحكومة في التوعية المجتمعية، ونشر ثقافة السلم الأهلي والوحدة الوطنية، عبر خطب ومواعظ تحمل رسائل واضحة ضد التطرف والتفكك المجتمعي.

 

 

 

ويأتي هذا القرار في سياق عملية إعادة الانتشار الإداري التي أعلنتها الحكومة في وقت سابق، حيث أكد إدريس، في خطابه بتاريخ 13 يونيو 2025، أن مؤسسات الدولة بصدد العودة التدريجية إلى العاصمة الخرطوم، بعد أن كانت قد انتقلت إلى مدينة بورتسودان خلال ذروة الأزمة. وتهدف هذه الخطوة إلى إعادة تفعيل العاصمة كمركز للحكم والإدارة، وإنعاش الحياة التعليمية والخدمية، ووضع حد لحالة الشتات المؤسسي التي ألقت بظلالها على أداء الدولة.

 

 

 

وبحسب ما أفاد به المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء، فإن تنفيذ هذه التوجيهات سيتم وفق جدول زمني دقيق يأخذ في الاعتبار تعقيدات الوضع الأمني، ويضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع. كما سيتم تخصيص ميزانيات لإعادة الإعمار وتأهيل الجامعات، في إطار خطة وطنية شاملة تستهدف كافة المؤسسات الخدمية والتعليمية المتضررة.

 

 

 

ويُنظر إلى هذا القرار على أنه بداية فعلية لمرحلة جديدة من الحكم المدني الرشيد، بعد فترة من الارتباك والتراجع نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة. كما يعكس رغبة الحكومة في تحويل الخرطوم مجدداً إلى مركز للثقل الإداري والخدمي، بعد أن ظلت بورتسودان تتحمل هذا العبء بشكل مؤقت خلال الأشهر الماضية.

 

 

 

 

ومع أن الحكومة لم تعلن بعد عن تفاصيل محددة بشأن مواعيد التنفيذ أو طبيعة الدعم اللوجستي المتوقع، إلا أن المتابعين يرون أن هذه الخطوة تحمل في طياتها بُعداً رمزياً قوياً، ورسالة إلى الداخل والخارج مفادها أن الخرطوم بدأت تتعافى، وأن مؤسسات الدولة عازمة على استعادة دورها الطبيعي، رغم التحديات.

 

 

 

وفي الوقت الذي يترقب فيه الشارع السوداني تنفيذ هذه القرارات، تأمل الأوساط التعليمية والطلابية أن تُترجم هذه التوجيهات إلى واقع ملموس يعيد للجامعات السودانية دورها الريادي، ويمنح آلاف الطلاب فرصة استكمال تعليمهم في أجواء مستقرة وآمنة، بعيداً عن أجواء الحرب والخوف والتشرد.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى