
البشير يوجه بإصلاح الخدمات فوراً
متابعات _ الهدهد نيوز _ في مشهدٍ يُعيد الأمل وسط أنقاض الحرب، باشر العاملون بمحلية الخرطوم مهامهم رسمياً، اليوم الأحد، من رئاسة المحلية والوحدات الإدارية المختلفة، وذلك تنفيذاً لقرار حكومة ولاية الخرطوم القاضي بإنهاء الإجازة الاضطرارية المفتوحة، وعودة الموظفين إلى مواقعهم ابتداءً من 15 يونيو 2025.
وخلال لقاء رسمي بمقر المحلية بالعمارات، خاطب المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم، عبد المنعم البشير، العاملين مثمناً حضورهم القوي رغم الظروف الصعبة، معتبراً ذلك دليلاً على إرادة حقيقية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، ومشيراً إلى أن الخرطوم كانت وما زالت قبلة للزوار، وأنها قادرة على النهوض من جديد.
وأوضح البشير أن السلطات المحلية بدأت منذ وقت مبكر في تنفيذ حزمة من الإجراءات الإسعافية، أبرزها إزالة مخلفات المعارك من الشوارع، وتحسين البيئة الصحية، حيث تم التعاقد مع خمس شركات لتولي مهام نظافة الطرق الرئيسية بالمدينة. كما شرعت المحلية في استعادة الخدمات الحيوية مثل مياه الشرب، بإعادة تشغيل عدد من المحطات النيلية بالتنسيق مع حكومة الولاية، إضافة إلى تشغيل أكثر من 98 بئراً عالية الإنتاجية تعمل بالطاقة الشمسية، بدعم من جهات خيرية وطنية.
كما أشار إلى أن الخدمات الصحية والتعليمية بدأت العودة تدريجياً، خاصة بعد تحرير المدينة، إذ أُجريت امتحانات شهادتي الأساس والمتوسطة بنجاح، وافتتحت عدة مراكز صحية مرجعية تقدم الخدمات للمواطنين.
ولم يُخفِ البشير حجم التحديات التي تواجه محلية الخرطوم، لافتاً إلى أن المدينة كانت مركزاً رئيساً للمواجهات خلال الحرب، ما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية، وخصوصاً شبكات المياه والكهرباء والمرافق العامة، جراء ما وصفه بالتخريب الممنهج من قبل الميليشيات.
وفي ختام كلمته، دعا المدير التنفيذي العاملين إلى التحلي بروح المسؤولية، وبذل أقصى الجهود لإعادة دواليب العمل إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، مؤكداً أن المرحلة القادمة تتطلب التضحية والصبر لمواجهة آثار الدمار وإعادة الإعمار.
عودة العمل في محلية الخرطوم تمثل خطوة رمزية كبيرة في اتجاه عودة الحياة الطبيعية تدريجياً للعاصمة، وسط آمال بأن تسهم هذه التحركات في تسريع وتيرة الاستقرار والخدمات بعد عام من الشلل شبه الكامل بسبب الحرب.