إعلان
اخبار اقتصادية

أمين شبيكة يروي تفاصيل نهوض بنك فيصل وسط الحرب

متابعات _ الهدهد نيوز

إعلان

أمين شبيكة يروي تفاصيل نهوض بنك فيصل وسط الحرب

إعلان

متابعات _ الهدهد نيوز _ في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع المصرفي السوداني بفعل الحرب وتداعياتها المستمرة، يبرز بنك فيصل الإسلامي السوداني كأحد الكيانات المالية القليلة التي استطاعت الصمود وتقديم نموذج ناجح في التكيف والاستمرار، بل والمضي قدمًا في تنفيذ مشاريع استراتيجية تعزز من صموده وقدرته على خدمة الاقتصاد الوطني. وفي حوار صحفي موسع أجرته مجلة “حواس” مع الرئيس التنفيذي للبنك الأستاذ أمين فاضل الطيب شبيكة، تم تسليط الضوء على أبرز المحاور المتعلقة بأداء البنك في ظل الحرب، والجهود التي يبذلها للحفاظ على مستوى عالٍ من الخدمة، وتطوير البنية الرقمية، وتوسيع قاعدة العملاء، في وقتٍ يشهد فيه السودان أحد أصعب مراحله.

 

إعلان

 

 

إعلان

 

أشار شبيكة إلى أن بنك فيصل وفّى بجميع التزاماته تجاه البنوك المراسلة في الخارج، رغم ما تعرض له من ضرر بالغ بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية. وقد وصف هذه الخطوة بأنها واجب وطني وأخلاقي، مؤكداً أن العلاقة مع المراسلين تُبنى على الثقة والالتزام، وهو ما جعلهم يبادرون بإعادة العلاقات التي توقفت منذ بداية الحرب نتيجة تصنيف السودان كدولة عالية المخاطر. ونجح البنك مؤخراً، حسب ما أفاد شبيكة، في إضافة مراسل جديد بالصين، في خطوة تُعدّ إنجازاً مهماً في هذا الظرف المعقد.

 

 

 

 

من أبرز النقاط التي توقف عندها الرئيس التنفيذي هي تجربة البنك في فتح الحسابات المصرفية عبر الهواتف الذكية، حيث أوضح أن بنك فيصل كان من أوائل المؤسسات المالية التي طبقت هذه الخدمة بشكل كامل في السودان، مستفيدًا من تقنيات حديثة مثل التعرف على الوجه ومطابقة البيانات مع السجل المدني. هذه الخطوة أسهمت في تبسيط تجربة العملاء وتوفير الوقت، كما ساعدت في الوصول إلى شرائح لم تكن مشمولة بالخدمات البنكية التقليدية.

 

 

 

 

وفي جانب التحول الرقمي، اعتبر شبيكة أن تطبيق “فوري” يمثل إحدى أبرز الإنجازات الرقمية للبنك، وهو تطبيق مصرفي ذكي يتيح للعميل إجراء معاملاته بسهولة وسرعة وأمان. ومن خلاله يمكن سداد الرسوم الحكومية، وتحويل الأموال، ودفع الفواتير، وغيرها من الخدمات التي كانت تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين في السابق. وقد ساعد التطبيق في ربط النظام المصرفي بالقطاعات الحكومية، مما أحدث تكاملاً في بنية الخدمات وساهم في رفع مستوى الشفافية.

 

 

 

وحول البنية التحتية الرقمية، بيّن شبيكة أن بنك فيصل استطاع بناء شراكات مع شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية، ما مكنه من تقديم خدمات تحويل مالي بين البنوك بطريقة آمنة وسريعة. وبهذه الخطوة، استطاع البنك مواكبة التحول العالمي نحو الخدمات المالية غير التقليدية، عبر أنظمة متقدمة تسهم في تقليل مخاطر التحويلات وتسريع العمليات اليومية.

 

 

 

أما على صعيد الفروع التي توقفت بفعل الحرب، فقد كشف شبيكة أن هناك خطة مدروسة لإعادة تشغيلها تدريجياً بدءًا من المناطق الآمنة، مع الأخذ في الاعتبار تقييمات أمنية دقيقة لضمان سلامة الموظفين والعملاء. وتشمل الخطة أيضاً تطوير بنية الخدمات المصرفية بما يتماشى مع التطور التقني، وذلك بهدف توفير بيئة تشغيل مرنة ومستقرة تضمن استمرار الأعمال بأقل خسائر ممكنة.

 

 

 

وفيما يخص الشمول المالي، أكد شبيكة أن البنك تبنى هذا الهدف كمحور رئيسي في استراتيجيته، عبر تقديم خدمات رقمية ميسّرة وبرامج توعية مالية تستهدف نشر الثقافة المصرفية في الأرياف والمناطق الأقل حظاً. ولفت إلى أن البنك لا يركز فقط على تقديم القروض، بل يسعى إلى بناء قدرات المجتمع عبر الشراكة مع مؤسسات تمويل أصغر مثل شركة “الفال”، التي وصفها بأنها نموذج ناجح في دعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.

 

 

 

 

وشدد شبيكة على أن البنوك في المرحلة المقبلة، وبعد انتهاء الحرب، ستلعب دوراً رئيسياً في جهود إعادة الإعمار، من خلال تقديم التمويل للمشاريع التنموية الكبرى، وتمويل البنى التحتية، وتحريك عجلة الإنتاج والاستثمار. وأكد أن بنك فيصل الإسلامي يجهز لمشاريع مستقبلية تتماشى مع متطلبات المرحلة القادمة، بما في ذلك تحديث التطبيقات المصرفية، وتعزيز الأنظمة الأمنية الإلكترونية، وتوسيع شبكة الفروع والخدمات الرقمية.

 

 

 

 

وأشار أيضاً إلى إسهام البنك في دعم قطاع الاتصالات خلال العام الأول من الحرب، حيث ساهم في استيراد مواقع التعافي من الكوارث “DR Site” بالتعاون مع شبكة البنوك المراسلة، مما أسهم في استمرار خدمات الاتصالات في البلاد رغم الصعوبات. ويعد هذا الإنجاز مثالاً على قدرة البنك على أداء أدوار تتجاوز حدود العمل المصرفي التقليدي، ليكون داعماً حقيقياً لقطاعات الدولة الحيوية.

 

 

 

 

ولم يغفل شبيكة عن الحديث عن المسؤولية المجتمعية، حيث أكد أن البنك ظل يدعم مبادرات في مجالات التعليم، والصحة، وتطوير البنية الاجتماعية، ومن أبرز مشاريعه مركز الفيصل الثقافي، الذي كان يحوي آلاف الكتب المتخصصة، بالإضافة إلى شراكاته مع الجامعات السودانية لدعم الطلاب والتسهيل عليهم في نيل فرصهم الأكاديمية. وأكد أن هذه الرؤية ترتبط بنهج مؤسس البنك صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يعتبره البنك نموذجاً للقيادة المصرفية المسؤولة.

 

 

 

 

ويواصل البنك خططه لإطلاق مشروعات جديدة ترتكز على دمج الخدمات الرقمية بالحلول التقليدية، بهدف خلق منظومة متكاملة تواكب التغيرات العالمية وتُلبي تطلعات السوق المحلي، في ظل سعي مستمر لتحسين جودة الخدمات وتوسيع قاعدة العملاء، سواء في الداخل أو عبر التوسع في شبكة المراسلين بالخارج.

في ختام حديثه، عبر شبيكة عن تفاؤله بمستقبل القطاع المصرفي السوداني رغم التحديات، مشدداً على أن الصمود في وجه العواصف لا يكون إلا بالإيمان بأهمية الدور الوطني، والتمسك بقيم الشفافية والتطوير المستمر، والعمل بروح الفريق. وأكد أن بنك فيصل مستعد لأن يكون جزءاً محورياً من نهوض السودان في مرحلته القادمة، عبر ما يمتلكه من كفاءات وخطط واضحة وعلاقات متينة مع شركائه المحليين والدوليين.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى