
خلل تقني يرسل سكان جدة إلى بورتسودان.. والضحايا يروون قصصًا طريفة
منوعات _ الهدهد نيوز _ في واقعة طريفة ولكن مزعجة في آنٍ معًا، فوجئ عدد كبير من سكان مدينة جدة بأن هواتفهم المحمولة تُظهر وجودهم في مدينة بورتسودان السودانية بدلًا من مواقعهم الحقيقية. الخلل في أنظمة تحديد المواقع GPS لم يكن أمرًا بسيطًا أو لحظيًا، بل استمر لعدة أيام، ما أثار حيرة المستخدمين وتعطيلًا واضحًا في استخدام تطبيقات التوصيل والخدمات الرقمية اليومية.
الكاتبة السعودية ريهام زامكه رصدت هذه الظاهرة بطريقتها الساخرة في مقال كتبته من قلب “بورتسودان الافتراضية”، حيث ذكرت أنها منذ أسبوعين وهي لا تزال عالقة رقميًا هناك، دون أن تجد حلاً لإعادة الموقع إلى جدة. وروت كيف حاولت طلب وجبة بسيطة من أحد تطبيقات الطعام، لتتفاجأ برسالة تقول: “نأسف، نحن لا نغطي منطقتك”، في إشارة إلى أن التطبيق يظن أنها في السودان، وليس في المملكة.
هذا الخلل الغريب جعلها تقول إن نصف سكان جدة تقريبًا يعانون من نفس المشكلة، ولا أحد يعرف أين الخلل بالضبط، أو متى ستعود إشاراتهم الرقمية إلى أوطانهم الأصلية. وأشارت بأسلوبها الساخر إلى أن التكنولوجيا قد تقودك إلى “وسط البحر الأحمر” لمجرد أن الأقمار الصناعية قررت ذلك، مشبهة الوضع بحالة امرأة في كندا قادها الـGPS إلى بحيرة حقيقية، وواصلت القيادة حتى غرقت سيارتها لأنها “كانت تثق بالتقنية ثقة عمياء”.
ورغم الطرافة التي سيطرت على مقالها، فإن المشكلة تطرح تساؤلات حقيقية حول موثوقية أنظمة الملاحة الحديثة، وكيف يمكن أن تؤثر الأخطاء التقنية على تفاصيل حياتنا اليومية. من إعدادات التوقيت إلى استلام الطرود، ومن توصيل الطعام إلى الخرائط الذكية، تعتمد معظم تطبيقات العصر الرقمي على دقة نظام تحديد المواقع. وعند حدوث خلل مثل هذا، يصبح المستخدم في حالة ارتباك أشبه بطفل صغير تائه في مول كبير لا يعرف كيف يعود إلى أمه.
ريهام، التي قررت أن تتعامل مع الموقف بروح الدعابة، اختتمت قصتها بنداء خفيف الظل قالت فيه: “اعتبروني أختكم من السودان.. وأي خدمات سودانية أنا جاهزة!”، ثم أتبعت ذلك برسالة ختامية لمن يشمت فيها: “يارب أي شامت (احذفه) في بوركينا فاسو”.
هذه القصة، رغم طرافتها، تُعيد التذكير بضرورة تعزيز استقرار أنظمة تحديد المواقع، وتدعو الجهات المختصة إلى مراجعة ما إذا كانت هناك مشكلات فنية أو تداخلات جغرافية قد تؤدي إلى مثل هذه الإرباكات التي تعطل حياة المستخدمين اليومية، حتى وإن كانت النهاية مجرد فشل في طلب “مطبق”!