
تحول مفاجئ في ملف حساس بين جوبا وبورتسودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ أعلنت مصادر دبلوماسية وفنية في السودان وجنوب السودان عن استئناف عمليات تصدير النفط الخام من جنوب السودان عبر ميناء بورتسودان، بعد أسابيع من التوقف نتيجة هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت حيوية في الميناء، يُعتقد أن قوات الدعم السريع كانت وراءها.
وكانت الحكومة السودانية، المتحالفة مع القوات المسلحة، قد أصدرت الشهر الماضي توجيهات عاجلة لشركات النفط بضرورة الاستعداد لتعليق تصدير النفط الجنوبي، وذلك على خلفية التهديدات الأمنية التي طالت البنية التحتية لخطوط الإمداد النفطي، مما شكّل تهديدًا كبيرًا لجمهورية جنوب السودان، التي تُعد دولة غير ساحلية وتعتمد على السودان كمنفذ رئيسي لتصدير نفطها، والذي يمثل أكثر من 90% من عائداتها العامة.
وفي تطور إيجابي، أكد السفير السوداني لدى جنوب السودان، مبارك محجوب موسى، في تصريحات لراديو تمازُج، أن فرقًا فنية مشتركة من الجانبين نجحت في إصلاح الأضرار التي لحقت بالمنشآت النفطية، وأن عمليات تصدير النفط قد استؤنفت فعليًا منذ نحو شهر، رغم أن التاريخ الدقيق لعودة النشاط لم يُحدد بشكل رسمي. وقال موسى إن “الإنتاج استؤنف منذ قرابة شهر، وكل العمليات الآن تسير بسلاسة بعد إكمال أعمال الصيانة من قبل لجان فنية مشتركة”.
وفي الوقت الذي لم تُصدر فيه حكومة جنوب السودان تعليقًا رسميًا حتى الآن، أكدت مصادر داخل شركة “نايلبت” الوطنية للنفط والغاز بجنوب السودان، أن عمليات الإنتاج قد عادت بالفعل، لكنها أثارت في المقابل قضية حقوق العمال والرواتب.
وقالت نانسي مالير، وهي عضوة في نقابة العاملين بشركة “نايلبت”، إن رواتب الموظفين قد تم تخفيضها بنسبة 70% خلال فترة توقف الإنتاج، مضيفة أن الإدارة وعدت بتسديد المتأخرات بمجرد استئناف العمل، غير أن ذلك لم يحدث بعد، ما دفع العاملين إلى الدخول في إضراب شامل للمطالبة بحقوقهم.
ويشير مراقبون إلى أن استقرار عمليات تصدير النفط من جنوب السودان يُعد أمرًا حيويًا لاقتصاد البلدين معًا، حيث يمثّل النفط أحد الركائز الأساسية التي يقوم عليها اقتصاد جنوب السودان، كما يُدر دخلاً هامًا للسودان نظير رسوم التصدير والنقل عبر أراضيه.
في سياق متصل، يتوقع خبراء أن يشكل أي اضطراب في خط تصدير النفط من جنوب السودان عبر السودان تهديدًا مزدوجًا، قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في كلا البلدين، خاصة في ظل استمرار الحرب الدائرة في مناطق عديدة بالسودان، والتحديات السياسية والمالية التي تواجه حكومة جوبا.
ويُذكر أن خط أنابيب النفط الذي يربط جنوب السودان بميناء بورتسودان يُعد شريانًا اقتصاديًا استراتيجيًا، حيث تنقل عبره معظم صادرات الدولة الجنوبية من الخام إلى الأسواق العالمية.