القضاء ينصف طلاب السودان بمصر

القضاء ينصف طلاب السودان

القاهرة – الهدهد نيوز _ أصدرت محكمة مجمع محاكم أمن الدولة في مصر قرارًا قضائيًا حاسمًا يُنصف مئات الطلاب السودانيين المقيمين داخل الأراضي المصرية، ويمنحهم حق الجلوس لامتحانات الشهادة الثانوية العامة المصرية، والمقرر انطلاقها في 15 يونيو 2025، وذلك بعد جدل قانوني استمر لأسابيع.

نهاية أزمة قانونية معقدة

جاء القرار بعد مخاوف واسعة من حرمان الطلاب السودانيين من حقهم في التعليم، إثر خلافات قانونية تتعلق بوضعهم الدراسي والوثائق الرسمية. وقد شكّل الحكم القضائي بارقة أمل لعشرات الأسر السودانية التي تعيش أوضاعًا إنسانية صعبة منذ اندلاع الحرب في بلادهم في أبريل 2023.

وتدخل في القضية عدد من الشخصيات البارزة في قطاعي التعليم والقانون، من أبرزهم الأستاذة إنصاف، مديرة مدرسة “المؤمن” في الإسكندرية، والأستاذة مروة، مديرة مدرسة “الصداقة المصرية” في منطقة العجمي، إضافة إلى المستشار القانوني خالد، الذي تولى الملف القانوني والدفاع أمام المحكمة.

ترحيب واسع من أولياء الأمور

ولقي القرار ارتياحًا بالغًا في أوساط أولياء الأمور السودانيين، الذين عبّروا عن امتنانهم للسلطات القضائية المصرية التي أنصفت أبناءهم، ووضعت حدًا لشبح عام دراسي مهدد بالضياع.

وقال بعض أولياء الأمور إن القرار أعاد الثقة بالنظام القضائي، وخلق شعورًا بالأمان والاطمئنان في نفوس الأسر التي اضطرت لمغادرة السودان قسرًا والاستقرار المؤقت في مصر.

مدارس الجاليات.. ملاذ تعليمي في ظل الحرب

منذ اندلاع الحرب، وفّرت مدارس الجاليات السودانية، مثل “المؤمن” و”الصداقة”، حاضنة تعليمية للطلاب اللاجئين، رغم ضعف الإمكانيات وتحديات القبول والتسجيل. وتُعد هذه المدارس شريانًا حيويًا لاستمرارية العملية التعليمية في ظروف معقدة.

القضاء المصري يؤكد على الحق في التعليم

وقد استند قرار المحكمة إلى مبادئ إنسانية ودستورية تُعلي من قيمة التعليم، وتؤكد على حق الطالب في مواصلة دراسته بغض النظر عن جنسيته أو وضعه القانوني. وأكد الحكم أن الطلاب السودانيين لا يجوز تحميلهم تبعات النزاع أو الهجرة القسرية، باعتبارهم ضحايا ظرف استثنائي.

استعدادات مكثفة قبيل الامتحانات

وبعد صدور الحكم، بدأت إدارات المدارس السودانية بمصر في تهيئة الأجواء للطلاب عبر تكثيف المراجعات النهائية، وتوفير الدعم النفسي والتعليمي. كما شرعت المدارس في استكمال إجراءات التسجيل، لضمان تمكين الطلاب من أداء الامتحانات في ظروف مناسبة.

دعوات لتقنين أوضاع الطلاب السودانيين

في الوقت نفسه، ناشدت منظمات حقوقية مصرية وسودانية السلطات التعليمية بوضع آليات دائمة تضمن حق الطلاب السودانيين في التعليم، دون الحاجة إلى اللجوء للقضاء مع كل عام دراسي جديد.

كما طالب نشطاء بضرورة تسهيل إجراءات التوثيق وتسجيل الطلاب، وإنشاء نظام شفاف وعادل للتعامل مع أوضاع اللاجئين، بما يعزز الاستقرار النفسي والتعليمي للأسر السودانية في مصر.