
المجلس الأعلى للحج والعمرة يخرج عن صمته
مكة المكرمة – الهدهد نيوز _ في ظل ما وصفه بـ”الحملات المغرضة” التي استهدفت أداء بعثة الحج السودانية لموسم 1446هـ، أصدر المجلس الأعلى للحج والعمرة بياناً توضيحياً شاملاً أكد فيه التزامه التام بالإجراءات الرسمية والأنظمة السعودية المعتمدة، وتقديمه للخدمات وفق أعلى معايير السلامة والتنظيم. جاء البيان رداً على ما تداولته بعض المنصات الإلكترونية من معلومات وصفها المجلس بـ”المضللة” والتي لا تعكس واقع الأداء ولا الجهود الكبيرة التي بذلت في موسم هذا العام، رغم التحديات المعقدة التي تمر بها البلاد.
وأوضح المجلس أن موسم الحج يدار وفق خطة وطنية مجازة من مجلس الوزراء وتحت إشراف مجلس السيادة، وبمشاركة مؤسسات الدولة المختلفة والقطاع الخاص، وبالتنسيق مع الجهات السعودية المعنية، استناداً إلى وثيقة تنظيم شؤون الحجاج السودانيين الموقعة مع وزارة الحج والعمرة السعودية. وبيّن أن العمل يتم ضمن منظومة مؤسسية تلتزم بالضوابط السعودية التي تحكم كل تفاصيل خدمات الحجاج من إسكان وإعاشة ونقل ورعاية صحية، وهو ما انعكس على الانسيابية والنجاح الظاهر في أداء المناسك.
وأشار البيان إلى أن هذا الموسم شهد تحديات غير مسبوقة نتيجة الأوضاع الأمنية والإنسانية المعقدة في السودان، إلا أن المجلس تمكن من إكمال ترتيبات سفر أكثر من 11,500 حاج، منهم أكثر من 700 حاج من السودانيين بالخارج، قدموا من نحو 91 دولة. وأكد أن هذه الأرقام تعكس نجاحاً لافتاً في بيئة مليئة بالتعقيدات اللوجستية والتنظيمية.
وردّ المجلس على ما أُثير بشأن ضيق مساحات الإسكان داخل مشعر منى، موضحاً أن توزيع هذه المساحات يخضع لأنظمة سعودية صارمة تُطبق على كل البعثات دون تمييز، وهي تهدف إلى ضمان السلامة العامة والقدرة الاستيعابية للبنية التحتية. كما نفى ما تم ترويجه عن وجود تقصير في الإعاشة، مبيناً أن خدمات التغذية تتم عبر شركات مرخصة من المملكة، وتخضع لرقابة نظام الجودة العالمي المعروف بـ”HACCP”، مما يضمن توفير وجبات آمنة وصحية.
وأكد البيان أيضاً أن نُسك الهدي يتم تنفيذه عبر مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، وهو الجهة الرسمية المعتمدة لتنفيذ النسك، مشيراً إلى أن رسوم الصك لهذا العام بلغت 720 ريالاً سعودياً، وتُحصّل إلكترونياً لضمان الشفافية والعدالة.
وفي ما يتعلق بالتكلفة العامة للحج، أوضح المجلس أنها تشمل جميع الخدمات من نقل، وإعاشة، وسكن، وهدي، وخدمات تقنية، مؤكداً أن التكلفة تعد من أقل التكاليف مقارنة ببعثات الدول الأخرى، خاصة مع ما تحظى به من تنظيم إلكتروني شفاف عبر المسار الرسمي السعودي.
وشدد المجلس على أهمية التفريق بين النقد البنّاء المبني على الحقائق والرصد المهني، وبين محاولات التشويه التي تعتمد على مقاطع مجتزأة وأحداث فردية تُروّج بصورة مضللة. وأعرب عن تقديره للمملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعباً، على جهودهم الاستثنائية في تنظيم أكبر شعيرة دينية سنوية بالعالم، مشيداً بالشراكة الوثيقة مع الجهات السعودية المعنية، والتي قال إنها تلتزم بأنظمة عالية الكفاءة أثبتت فعاليتها دولياً.
وختم المجلس الأعلى للحج والعمرة بيانه بالتأكيد على أن خدمة الحجاج السودانيين تمثل أمانة دينية ووطنية، وستظل فوق أي تجاذبات أو مزايدات، معلناً أن تقارير تفصيلية موثقة سيتم رفعها إلى الجهاز التنفيذي للدولة بعد انتهاء الموسم، وأن أبواب المجلس ستظل مفتوحة لأي ملاحظات بناءة تسهم في تطوير الأداء وتحسين الخدمة في المواسم المقبلة. كما وجّه شكره للشعب السوداني على ثقته، ولشركاء العمل في الداخل والخارج، سائلاً الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يُعيدهم سالمين غانمين، وأن يحفظ السودان وأهله من كل سوء.