
المؤتمر الوطني في دائرة الاعتقالات
متابعات _ الهدهد نيوز _ أفادت مصادر صحفية متطابقة بأن قوات الدعم السريع نفذت حملة اعتقالات موسعة في مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، طالت عشرات المدنيين، من بينهم أشخاص يُعتقد بانتمائهم إلى حزب المؤتمر الوطني المحلول، بالإضافة إلى عناصر سابقة في الجيش السوداني وجهاز المخابرات العامة. وأشارت قناة “الحدث” إلى أن هذه الحملة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، وسط ظروف إنسانية متدهورة يعاني منها السكان.
وبحسب مراقبين ميدانيين، فإن هذه الحملة تُعد الأكبر من نوعها منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما يعكس تصعيداً لافتاً في أساليب السيطرة الأمنية التي تتبعها القوات في المناطق الواقعة تحت نفوذها. وقد أثارت هذه الاعتقالات قلقاً واسعاً بين الأهالي، خاصة مع تزايد التقارير التي تتحدث عن تعرض بعض المعتقلين لسوء المعاملة أو الاحتجاز دون أوامر قضائية واضحة.
وتعيش مدينة الضعين، إلى جانب مدن وبلدات أخرى في إقليم دارفور، أوضاعاً معيشية وإنسانية صعبة نتيجة استمرار النزاع المسلح، وتدهور الخدمات الأساسية، وارتفاع معدلات النزوح والبطالة، في ظل غياب سلطة مركزية موحدة. ويخشى كثير من المدنيين من أن تتحول هذه الاعتقالات إلى وسيلة لتصفية الحسابات السياسية أو فرض النفوذ بالقوة، خاصة في مناطق تعتبر ذات أهمية استراتيجية في الصراع القائم.
يُذكر أن قوات الدعم السريع تُسيطر حالياً على أجزاء واسعة من ولايات دارفور وكردفان، وقد عززت من حضورها العسكري في تلك المناطق خلال الأشهر الماضية، ما منحها نفوذاً واسعاً على الأرض. ويُثير هذا التمدد الميداني تساؤلات حول مستقبل العملية السياسية في السودان، وإمكانية التوصل إلى تسوية تُنهي الحرب الدائرة وتعيد مؤسسات الدولة للعمل بشكل موحد.
في ظل هذه التطورات، تتزايد الدعوات من منظمات حقوقية دولية ومحلية بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، ووقف حملات الاعتقال العشوائي، خصوصاً في المناطق التي تشهد نزاعاً مسلحاً وتأثراً بالغاً بالأزمات الإنسانية.