
تصعيد جديد يربك المشهد
متابعات _ الهدهد نيوز _أدان حزب الأمة القومي في السودان، الهجمات الأخيرة التي طالت المدنيين وقوافل المساعدات الإنسانية في ولاية شمال دارفور، واصفًا تلك العمليات بأنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتُهدد بتفاقم الوضع الإنساني في الإقليم المضطرب.
وفي بيان رسمي صدر يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، حمّل الحزب قيادتي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع مسؤولية ما وصفه بـ”التصعيد العسكري الخطير”، والذي أدى إلى وقوع خسائر بشرية جسيمة، وأضرار كبيرة بالبنية التحتية، مشيرًا إلى أن المدنيين هم الضحايا الأساسيون لهذه الهجمات.
وأوضح البيان أن سوق مدينة الكومة في شمال دارفور تعرض لقصف جوي بواسطة طائرات مسيّرة صباح الأحد 1 يونيو، مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين وإصابة العشرات، إضافة إلى تدمير مرافق حيوية وأضرار واسعة بالبنية التحتية.
ولم تمضِ سوى ساعات حتى تعرضت قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) لهجوم مماثل، أدى إلى استشهاد أربعة من موظفي المنظمة وسائقي شاحنات، وتدمير سبع مركبات محمّلة بالإغاثة، الأمر الذي تسبب في تعطل جهود إيصال المساعدات للمتضررين من النزاع في الإقليم.
وصف حزب الأمة هذه الاعتداءات بأنها “جريمة حرب مكتملة الأركان”، مؤكداً أن استمرار استهداف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني يمثل انتكاسة خطيرة لمبادئ حقوق الإنسان، ويهدد السلم الاجتماعي في البلاد، محذرًا من أن “استباحة الأرواح دون مساءلة” تنذر بكارثة على مستوى الأمن الوطني.
واتهم الحزب القوات المسلحة السودانية بالمسؤولية المباشرة عن قصف سوق الكومة، كما اتهم قوات الدعم السريع بتعريض المدنيين للخطر من خلال استخدام المناطق السكنية والمرافق المدنية لأغراض عسكرية.
ودعا الحزب إلى فتح تحقيق دولي عاجل وشفاف في هذه الهجمات، ومحاسبة جميع المتورطين، مؤكدًا أن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين لا تسقط بالتقادم. كما طالب المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي لوقف الأعمال العدائية، وتمكين منظمات الإغاثة من الوصول إلى المتضررين دون عوائق.
واختتم البيان بالدعوة إلى توحيد جهود القوى الوطنية من أجل إنهاء الحرب، واستعادة مسار السلام الشامل، معتبرًا أن تحقيق الاستقرار لم يعد خيارًا سياسيًا بل ضرورة وطنية وأخلاقية لا تحتمل التأجيل.