بيان من حزب الأمة القومي
متابعات _ الهدهد نيوز _ أعرب حزب الأمة القومي عن قلقه العميق إزاء تصاعد النزاع المستمر في السودان وتأثيراته السلبية على الشعب السوداني وعلى الأمن الإقليمي. في بيان صادر عن الحزب، أكد أنه كان قد حذر في وقت سابق قبل أكثر من عامين من خطر اتساع نطاق الحرب وتأثيراتها السلبية، وهو ما تحقق بالفعل بعد انتقال المعارك من العاصمة الخرطوم إلى العديد من المناطق الأخرى في وسط السودان، مثل كردفان ودارفور، وصولًا إلى بورتسودان، مما أسفر عن تفاقم الأزمات الإنسانية والبيئية في البلاد.
وصف الحزب الوضع الحالي في السودان بأنه “حرب بلا رحمة”، حيث أشار إلى أن هذا النزاع لم يُنتج سوى “الموت والدمار والجوع والمرض”. وقال الحزب إن العديد من الأبرياء قد لقوا حتفهم، وتمت ممارسة أعمال الاغتصاب ضد النساء، فضلاً عن عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها الممتلكات الخاصة والعامة، مما تسبب في تدمير الأسر وتهجير الملايين من المدنيين. وأوضح البيان أن الوضع الراهن لا يمكن أن يؤدي إلى أي حلول سياسية بناءة، وأنه من المستحيل لأي طرف من أطراف النزاع تحقيق أهدافه السياسية من خلال استمرار الحرب.
كما جدد الحزب دعوته إلى قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وحلفائهم إلى إنهاء هذا النزاع بشكل فوري. وأكد الحزب أن هذا النزاع لن يؤدي إلى أي نتائج إيجابية على المدى البعيد، وأنه يجب على جميع الأطراف وقف الحرب في أسرع وقت ممكن لتجنب المزيد من المعاناة.
وفي إطار التزامه الوطني، أعلن حزب الأمة القومي عن إطلاق أنشطة سياسية موسعة بالتعاون مع القوى السياسية الأخرى والمجتمع الدولي، بهدف التوصل إلى حل شامل ينهي النزاع الحالي ويعيد الاستقرار إلى السودان. وأكد الحزب أنه سيبذل جهوده لتوحيد المواقف السياسية والمدنية والاجتماعية في البلاد، والتركيز على برنامج شامل يهدف إلى تحقيق السلام والعدالة وتفكيك نظام التمكين الذي أضرّ بمصالح الشعب السوداني على مدى عقود. كما أشار البيان إلى ضرورة بناء مؤسسات دولة تعتمد على الكفاءة والشمولية والعدالة.
وفيما يتعلق بالجهود الدولية المبذولة لوقف الحرب، قدّر الحزب الجهود التي تبذلها الدول والمنظمات الدولية في محاولة لوقف التصعيد وتقديم المساعدة الإنسانية. وأشار إلى أن مؤتمر لندن الذي جمع أكثر من 20 وزيرًا من دول مؤثرة في العالم، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، قد ساهم في زيادة الاهتمام بالأزمة السودانية وتداعياتها الإنسانية.
ودعا الحزب المجتمع الدولي إلى تعزيز المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوداني، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتوحيد الجهود الوطنية لوقف النزاع. كما أشار إلى أن هذا النزاع يتطلب تعاونًا وثيقًا بين جميع الأطراف المعنية من أجل تحقيق حل شامل ومستدام.
في سياق آخر، أعلن الحزب عن تشكيل لجنة مختصة للتحقيق في الانتهاكات التي شهدتها امتحانات الشهادة الثانوية السودانية لعام 2023. وأوضح الحزب أن هذه الانتهاكات كان لها تأثيرات كبيرة على التعليم في السودان وأثرت بشكل سلبي على مستقبل الأجيال القادمة. ولفت الحزب إلى أن اللجنة ستحقق في كافة الظروف المحيطة بالموضوع، تمهيدًا للإعلان عن موقف واضح من الحزب بشأن تلك الانتهاكات.
يأتي هذا البيان في وقت حرج يمر به السودان، حيث تسعى القوى السياسية والمجتمع الدولي إلى إيجاد حلول سلمية لهذه الأزمة المعقدة التي تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت.
