
والي الجزيرة يعلن خسائر فادحة ويكشف مفاجأة بخصوص جازولين الري
الهدهد نيوز – ود مدني – الإثنين 2 يونيو 2025
في خطوة تهدف إلى احتواء أزمة متفاقمة تهدد أحد أكبر المشاريع الزراعية في البلاد، دعا والي ولاية الجزيرة، الطاهر إبراهيم الخير، إلى ضرورة وضع رؤية شاملة وعلمية لمعالجة التحديات التي يواجهها مشروع الرهد الزراعي، وذلك بمشاركة جميع أصحاب المصلحة، في مقدمتهم المزارعون والإدارات الفنية والجهات الحكومية ذات الصلة.
جاء ذلك خلال لقاء رسمي عقده الوالي صباح اليوم بمكتبه بمدينة ود مدني، مع وفد من هيئة الرهد الزراعية برئاسة المهندس عاطف محمود، المدير العام للهيئة، حيث ناقش الجانبان حجم المشاكل التي تواجه المشروع والسبل الممكنة لتجاوزها.
وأكد والي الجزيرة خلال اللقاء أن حكومته تولي ملف مشروع الرهد أهمية قصوى نظراً لدوره المحوري في دعم الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني، معلناً عن تقديم دعم عاجل تمثل في تخصيص 30 برميلاً من وقود الجازولين للمساعدة في حل جزء من أزمة الري بالمشروع، داعياً في الوقت ذاته إلى تقاسم الأدوار وتحمل المسؤوليات بشكل جماعي من كافة الجهات ذات العلاقة، بما يضمن استمرارية العمليات الزراعية دون تعطيل.
من جانبه، كشف مدير عام هيئة الرهد الزراعية، المهندس عاطف محمود، عن أن حجم الخسائر التي تكبدها المشروع خلال الفترة الأخيرة تجاوزت 65 مليون دولار، بسبب توقف عمليات الري، وتردي الخدمات الأساسية، والانقطاعات المتكررة في الإمداد الكهربائي.
وطالب محمود حكومة ولاية الجزيرة بالتدخل العاجل لمعالجة جملة من التحديات الماثلة، على رأسها تأهيل وصيانة الطلمبات الرئيسة، تطهير المجاري والمواجر، وتحسين الإمداد الكهربائي خاصة في القسم العاشر من المشروع، مؤكداً أن مساحة المشروع الإجمالية تبلغ نحو 353 ألف فدان، وتحتاج إلى حوالي 2 مليون متر مكعب من المياه لضمان الإنتاج الزراعي المستهدف.
إلى ذلك، أوضح رئيس تنظيم مزارعي مشروع الرهد، عبد العظيم عبد الباقي، أن نحو 68% من مساحة المشروع تقع داخل حدود ولاية الجزيرة، فيما تتوزع النسبة المتبقية – حوالي 32% – داخل ولاية القضارف. وناشد عبد الباقي الجهات الرسمية بتأهيل محطات ضخ المياه (طلمبات مينا)، وتوفير الكهرباء المستقرة، وتقوية البنية التحتية للقنوات (ميجر 8)، مع معالجة المناطق الهشة التي تهدد القرى الريفية بالغرق، لا سيما مع اقتراب موسم الأمطار.
الجدير بالذكر أن مشروع الرهد الزراعي يُعد أحد المشاريع القومية الكبرى التي يعتمد عليها قطاع الزراعة في السودان، ويواجه منذ سنوات جملة من التحديات التي أدت إلى تراجع الإنتاج، وسط دعوات من المختصين لإعادة تأهيله بصورة عاجلة واستراتيجية.