
البنك الأفريقي : أكثر من 6000 مشارك يمثلون 81 دولة بمشاركة سودانية بارزة
متابعات _ الهدهد نيوز _ شارك وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، الدكتور جبريل إبراهيم محمد، في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية لعام 2025، التي انطلقت في مدينة أبيدجان بجمهورية كوت ديفوار، وسط حضور واسع من كبار المسؤولين وصناع القرار الاقتصادي من مختلف دول القارة وخارجها. وتنعقد هذه الاجتماعات تحت شعار “تحقيق أقصى استفادة لأفريقيا من رأسمالها لتعزيز تنميتها”، بما يعكس التوجه الجماعي نحو تعزيز قدرة القارة الإفريقية على تجاوز التحديات الاقتصادية والبيئية وتعظيم الاستفادة من مواردها التنموية.
وشهدت الاجتماعات مشاركة أكثر من 6000 مندوب يمثلون 81 دولة عضواً في مجموعة البنك، مما يجعلها من أبرز الفعاليات الاقتصادية والمالية على مستوى القارة. ويستمر برنامج الاجتماعات حتى نهاية مايو، ويتضمن الدورة الستين لمجلس محافظي البنك الإفريقي للتنمية، والدورة الحادية والخمسين لمجلس محافظي صندوق التنمية الإفريقي، إلى جانب عدد من الاجتماعات التنظيمية رفيعة المستوى، التي تشمل مكتب مجلس المحافظين واللجنة المديرة للدول غير الأعضاء، فضلاً عن جلسات غير رسمية تتعلق بانتخاب الرئيس الجديد للبنك الإفريقي للتنمية.
وتتضمن المناقشات كذلك مراجعة خطة تنفيذ العشرية الثانية من أجندة 2063، وهي خارطة طريق تنموية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا، من خلال التركيز على قطاعات استراتيجية مثل البنية التحتية، والطاقة، والزراعة، والتحول الرقمي، وتمكين الشباب.
وفي الجلسة الافتتاحية، عبّر رئيس جمهورية كوت ديفوار، الحسن واتارا، عن ترحيبه الحار بالوفود المشاركة، مشيداً بالدور الحيوي الذي تلعبه مجموعة البنك في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي بالقارة، ومشدداً على أهمية تكثيف الجهود الإقليمية وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات التنموية وتحقيق التكامل القاري.
مشاركة وزير المالية السوداني في هذا المحفل الاقتصادي تأتي في وقت تمر فيه البلاد بظروف اقتصادية بالغة التعقيد، نتيجة النزاعات المسلحة التي أثرت بشكل مباشر على البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية. ويعكس الحضور الرسمي التزام السودان بالتفاعل البنّاء مع المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، واستعداده للانخراط في حوارات جادة تهدف إلى استقطاب الدعم الفني والاستثماري اللازمين لإعادة الإعمار وتحقيق التعافي الاقتصادي.
ومن المتوقع أن يعقد وزير المالية خلال وجوده في أبيدجان لقاءات ثنائية مع مسؤولين في مجموعة البنك الإفريقي للتنمية وعدد من وزراء المالية الأفارقة، وذلك لمناقشة أولويات السودان الاقتصادية في المرحلة المقبلة، وبحث فرص التمويل التنموي والمشاريع المشتركة التي يمكن أن تسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة البنك الإفريقي للتنمية تأسست في عام 1964 بالعاصمة السودانية الخرطوم، وتضم في عضويتها البنك الإفريقي وصندوق التنمية الإفريقي، وتعد واحدة من أبرز المؤسسات المالية متعددة الجنسيات في القارة. وتتمثل مهمتها الرئيسية في تمويل ودعم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على الحد من الفقر وتحفيز النمو الشامل والمستدام في الدول الأعضاء.