
تحديات تواجه العائدين إلى العاصمة السودانية الخرطوم
متابعات _ الهدهد نيوز _ شهدت العاصمة السودانية الخرطوم دمارًا واسع النطاق أثر الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تضررت البنية التحتية بشكل كبير، مما يجعل المدينة غير صالحة للسكن بحسب شهادات السكان العائدين إلى منازلهم. فقد تعرضت المباني والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء لأضرار جسيمة، وانتشر الدمار في الشوارع مع وجود مخلفات حربية مثل القذائف غير المنفجرة والمركبات المحترقة.
وأكدت السلطات السودانية أن تكلفة إعادة إعمار الخرطوم قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، في ظل استمرار النزاع المسلح والهجمات بالطائرات المسيّرة التي تستهدف محطات الكهرباء ومستودعات الوقود، ما يزيد من تعقيد الوضع ويعيق جهود التعافي. بالإضافة إلى ذلك، انخفض إنتاج النفط السوداني بشكل كبير بعد تعرض مصفاة الجيلي لأضرار فادحة، الأمر الذي أجبر السودان على تصدير النفط الخام واعتماد واردات الوقود من الخارج.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تواجه العاصمة أزمة صحية خطيرة مع تفشي وباء الكوليرا، الذي أودى بحياة العشرات خلال الأيام الماضية، نتيجة لانعدام المياه النظيفة والافتقار للخدمات الصحية الأساسية. وأفادت منظمة “أطباء بلا حدود” بأن النساء والفتيات في مناطق دارفور يتعرضن للعنف الجنسي بشكل مستمر، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من النزوح والفقر.
على الرغم من أن القوات الحكومية استعادة السيطرة على الخرطوم مؤخراً، فإن الخسائر التي خلفتها الحرب لا تزال واضحة، مع نهب واسع النطاق للأسلاك النحاسية من البنية التحتية مما أدى إلى تعطيل محطات المياه والكهرباء. يعاني السكان المتبقون في الخرطوم من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي وشح في المياه النظيفة، واضطر الكثيرون إلى الاعتماد على مياه النيل والآبار غير الآمنة، ما يعرضهم لأمراض متعددة.
تتطلع السلطات والمنظمات الدولية إلى تقديم دعم مادي وتقني لإعادة تأهيل البنية التحتية عبر مشاريع صغيرة مثل مضخات المياه بالطاقة الشمسية والمستشفيات والمدارس، في محاولة لتخفيف الأزمة الإنسانية. غير أن استمرار القتال والقيود المالية تعيق وضع خطة شاملة لإعادة البناء، مع فرص ضئيلة لتحسين الوضع على المدى القريب.
تمثل هذه الأوضاع تحديًا كبيرًا للسودان في ظل استمرار النزاع المسلح، ما يستدعي جهوداً دولية ومحلية متضافرة لوقف الحرب والعمل على إعادة الاستقرار وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين.