
ترحيل جماعي للأجانب خلال ساعات
متابعات _ الهدهد نيوز _ كشفت حكومة ولاية الخرطوم، في خطوة لافتة، عن بدء تنفيذ إجراءات أمنية حاسمة تم بموجبها توقيف العشرات من الأجانب المقيمين بطرق غير قانونية داخل العاصمة، تمهيدًا لترحيلهم ابتداءً من يوم الخميس 29 مايو 2025. جاء الإعلان عن هذه التحركات خلال اجتماع مشترك رفيع المستوى ترأسه والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان، وشارك فيه وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد إبراهيم، حيث نُوقشت ملفات حساسة تمس الأمن والصحة العامة على حد سواء.
الاجتماع استعرض أيضًا مستجدات الوضع الصحي بالولاية، مع التركيز على تفشي وباء الكوليرا، الذي سجل تراجعًا ملحوظًا في عدد الإصابات والوفيات. وأفاد التقرير الصحي أن الإصابات انخفضت من 1171 إلى 942 حالة، كما تراجع عدد الوفيات من 42 إلى 25 حالة، ما اعتُبر مؤشرًا إيجابيًا يدل على نجاح التدخلات الصحية المتواصلة.
وأكد وزير الصحة الاتحادي خلال الاجتماع أن أكثر المناطق تضررًا لا تزال تقع في جنوب أم درمان، لا سيما منطقة الصالحة، مشددًا على أن الحكومة تعمل بالتعاون مع الجهات الصحية والمنظمات الإنسانية لافتتاح 250 مركز إيواء مؤقت داخل الأحياء لعلاج المصابين ضمن بيئتهم المحلية، وذلك لتقليل مخاطر الانتشار ومنع تنقل العدوى.
رغم أهمية الخطوات الصحية، إلا أن الجانب الأمني فرض نفسه بقوة في الاجتماع، إذ أُعلن رسميًا عن انطلاق حملة لترحيل الأجانب من العاصمة، دون الكشف عن تفاصيل الوجهة النهائية لهؤلاء، وسط صمت رسمي حيال الإجراءات المتبعة بعد التوقيف. يأتي ذلك ضمن جهود واسعة لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والبيئية في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها الخرطوم، خصوصًا بعد تدهور الأوضاع الخدمية نتيجة النزاع المستمر في البلاد.
ويبدو أن الحكومة تسعى من خلال هذه الإجراءات إلى استعادة السيطرة على مفاصل العاصمة، عبر معالجة متزامنة للملفات الصحية والأمنية، مع التأكيد على أن تلك الخطوات تأتي في سياق خطة شاملة لاحتواء الأزمات وتحقيق الاستقرار.