صحتك

الهواتف الذكية في يد الأطفال.. بوابة إلى ما لا يُتوقع؟

متابعات _ الهدهد نيوز

الهواتف الذكية في يد الأطفال.. بوابة إلى ما لا يُتوقع؟

 

متابعات – الهدهد نيوز

أظهرت دراسة علمية حديثة، نتائج صادمة بشأن العلاقة بين استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي في سن مبكرة وتزايد احتمالات إصابتهم بالاكتئاب مع تقدمهم في العمر، ما يسلّط الضوء مجددًا على المخاطر النفسية الكامنة وراء الإفراط في استخدام الهواتف الذكية بين فئة المراهقين.

 

إعلان

 

 

الدراسة التي أنجزها فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا – سان فرانسيسكو، ونُشرت في مجلة Jama Network Open الطبية، تابعت حالات ما يقارب 12 ألف طفل أمريكي تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عامًا على مدار ثلاث سنوات، لرصد تأثير المحتوى الرقمي على الصحة النفسية للأطفال.

 

 

 

من دقائق معدودة إلى أكثر من ساعة يوميًا

ووفقًا لنتائج الدراسة، فقد ارتفع متوسط استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي من 7 دقائق فقط يوميًا عند سن التاسعة، إلى أكثر من ساعة يوميًا عند بلوغهم سن 12 إلى 13 عامًا، وهو ما اعتبره الخبراء تحولًا مقلقًا في السلوك الرقمي للأطفال.

 

 

 

 

 

السبب ليس الاكتئاب.. بل النتيجة!

فيما فندت الدراسة الاعتقاد السائد بأن الأطفال المكتئبين يتجهون لاستخدام الإنترنت للهروب من واقعهم، وأكدت أن العكس هو الأصح؛ إذ لم يثبت أن الأطفال المصابين باكتئاب مبكر أقبلوا على استخدام مواقع التواصل، بينما ظهرت أعراض الاكتئاب لاحقًا لدى من زاد تفاعلهم مع هذه المنصات في سن 12 و13.

 

 

 

 

التنمر الإلكتروني واضطرابات النوم في دائرة الاتهام

عزت الدراسة هذه النتائج جزئيًا إلى عوامل مثل التنمر الإلكتروني وقلة النوم، وهي مشاكل سبق وربطتها دراسات أخرى بازدياد حالات الانتحار بين المراهقين. وذكرت أن الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء الرقمي كانوا أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بمعدل 2.5 مرة خلال عام واحد مقارنة بغيرهم.

 

 

 

أدوار الأسرة… وضبط الاستخدام

قائد الفريق البحثي الدكتور جيسون ناغاتا، أشار إلى صعوبة تقنين استخدام الهواتف في الحياة اليومية، لكنه دعا الأسر إلى وضع قواعد واضحة مثل حظر استخدام الهاتف أثناء تناول الطعام أو قبيل النوم، إلى جانب فتح حوارات بناءة مع الأبناء حول محتوى ما يشاهدونه.

 

 

 

ردود متباينة من المجتمع العلمي

وعلى الرغم من أهمية النتائج، إلا أن بعض الخبراء عبّروا عن تحفظهم. حيث وصف البروفيسور كريس فيرغسون من جامعة ستيتسون العلاقة بأنها “ضعيفة” وقد تكون نتاجًا لتقلبات إحصائية أكثر من كونها دليلاً علميًا قاطعًا.

 

 

 

قيود البحث تعرقل الحسم النهائي

اعترف الباحثون بوجود بعض القيود، أبرزها الاعتماد على صدق الأطفال في التعبير عن عاداتهم الرقمية ذاتيًا، وعدم تحليل أثر نوع الجهاز المستخدم أو توقيت الاستخدام، ما قد يحدّ من تعميم النتائج على نطاق واسع.

 

 

هل تشكل الدراسة منعطفًا في السياسات التربوية؟

من المرجح أن تؤدي نتائج هذه الدراسة إلى مراجعة السياسات المدرسية والتربوية المتعلقة باستخدام الأجهزة الذكية، في ظل دعوات متزايدة لوضع لوائح تنظيمية متوازنة تضمن سلامة الأطفال النفسية وتقلل من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى