إعلان
منوعات

سيدة سودانية : أفراد مرتبطون بالجيش قاموا بهذا الفعل 

متابعات _ الهدهد نيوز

إعلان

سيدة سودانية : أفراد مرتبطون بالجيش قاموا بهذا الفعل 

إعلان

متابعات _ الهدهد نيوز _ في شهادة إنسانية مؤثرة، كشفت مواطنة سودانية تُدعى السيدة فايزة عن تفاصيل نجاتها وابنها من مناطق كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، بعد تلقيهم مساعدة من شاب يرتبط والده بالقوات المسلحة السودانية. هذه القصة تبرز تعقيدات الواقع الميداني خلال النزاع، وتُسلط الضوء على الدور الذي لعبه أفراد مدنيون في حماية السكان، بعيدًا عن الانتماءات السياسية أو القبلية.

 

إعلان

 

تقول السيدة فايزة إنها كانت تقيم مع أسرتها في منطقة المربعات بالخرطوم، قرب البنك العقاري، حيث كان ابنها “عدنان” يعمل في صفوف الشرطة السودانية. ومع تصاعد المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اضطرت الأسرة للنزوح إلى منطقة المرخيات مربع (2)، بحثًا عن الأمان. في البداية، بدا الوضع هناك مستقراً نسبيًا، نظراً لوجود معارفهم في تلك المنطقة، غير أن الأمور سرعان ما تغيرت.

إعلان

 

 

تحولت منطقة المرخيات، بحسب رواية فايزة، إلى مكان تقيّدت فيه حركة السكان، لا سيما الأفراد الذين ينتمون إلى المؤسسات النظامية، ومن بينهم ابنها عدنان، الذي كان يخشى اكتشاف هويته. وفي ذات الفترة، أعلنت القوات المسلحة استدعاء منسوبي الشرطة النظامية، وهو ما زاد من حرج الموقف بالنسبة له، خاصة وأن جميع مستنداته الرسمية تُظهر انتماءه الوظيفي.

 

 

تقول السيدة فايزة إنها بدأت تشك في أحد سكان الحي، شاب يُدعى مهند عباس حامد، كان معروفاً بمساعدة السكان في إيصال الأموال وتأمين المواد الغذائية، لكنها لم تكن مرتاحة لطبيعة تحركاته، واعتقدت أنه ربما يعمل بالتنسيق مع قوات الدعم السريع. غير أن الأحداث أثبتت عكس ذلك تماماً.

 

 

 

فقد حاولت عناصر من الدعم السريع اعتقال والد مهند، المعروف باسم “عباس العالم“، بعد الاشتباه في انتمائه للجيش السوداني، إلا أن مهند نجح في تهريبه بمساعدة أحد معارفه، صاحب بقالة يُدعى حمزة عبدالقادر. وتوضح فايزة أن تلك اللحظة غيّرت موقفها تماماً تجاه مهند، وقالت: “اكتشفت حينها أنه لم يكن يعمل لصالح أي جهة، بل كان يساعد الناس من دافع إنساني وبدون مقابل”.

 

 

لاحقاً، وبدافع الخوف على حياة عدنان، لجأت فايزة إلى مهند طلباً للمساعدة، فقام بتوفير مستند بديل ساعد عدنان على الخروج من المنطقة دون أن يتعرض للاعتقال أو الشك. وتضيف فايزة أنها بدأت في تلك الأثناء بيع الفطائر في الطرقات لتأمين لقمة العيش، بينما تولّى مهند التنسيق لإخراج بقية أفراد الأسرة في وقت لاحق.

 

 

وفي إحدى المرات، تعذّر على مهند تنفيذ خطة الهروب في الموعد المحدد، بعد تلقيه معلومات تفيد بأن صديقاً له يُدعى أحمد عبدالغفار، الشهير بـ”حمدوده”، مستهدف بسبب خلفيته العرقية. وقد بذل جهده لإخراجه من المنطقة أيضاً، خوفاً على حياته.

 

 

وفي جلسة لاحقة جمعت فايزة وأسرتها مع مهند، سألته عن أصله، فأخبرهم أنه من منطقة أبو زبد وينتمي لقبيلة المسيرية. وهنا كانت المفاجأة بالنسبة لها، إذ كانت تعتقد، مثل كثيرين، أن أبناء بعض القبائل مثل المسيرية والرزيقات يدعمون قوات الدعم السريع بشكل مطلق. غير أن هذه التجربة كشفت لها عن واقع أكثر تعقيدًا، حيث قالت: “وجدنا أن هناك أفراداً من خلفيات مختلفة يعملون بصمت لنصرة الحق، بعيدًا عن أي تصنيف أو ولاء”.

 

 

اليوم، تؤكد السيدة فايزة أن ابنها عدنان قد التحق مجددًا بصفوف الشرطة النظامية، وأن الأسرة تعيش في مكان أكثر أماناً، بفضل مبادرة إنسانية قادها أحد أبناء المنطقة، وسط ظروف أمنية صعبة ومعقدة.


للتواصل مع “الهدهد نيوز” حول قصص الشهادات الإنسانية من مناطق النزاع، يمكنكم مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني أو صفحة “اتصل بنا” على الموقع.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى