بكري الجاك: حقائق ووقائع لا يمكن تجاهلها
متابعات _ الهدهد نيوز _ أكد بكري الجاك في منشوره الصادر بتاريخ 18 مايو 2025 على عدد من الحقائق الموضوعية التي تفسر واقع الأزمة السودانية المستمرة منذ عقود، مشيراً إلى ضرورة إدراك هذه الوقائع لفهم أسباب الصراع الراهن ومسارات الحل.
وأشار الجاك إلى أن السودان ظل يعاني من احتراب داخلي منذ ما قبل الاستقلال، بدءاً من حركة أغسطس 1955 (حركة الأنصار)، مؤكداً أن الصراعات كانت ذات جذور داخلية قبل ظهور عوامل خارجية. كما لفت إلى أن منطقة الخليج في ذلك الوقت كانت تحت الانتداب البريطاني ولم تكن دولها مثل الإمارات وقطر وغيرها قد نمت أو امتلكت تأثيراً كبيراً.
وتناول الجاك نظام الإنقاذ الذي جاء بانقلاب عسكري عام 1989، مشيراً إلى أن هذا النظام زاد من تأجيج الحرب الأهلية عبر تأييد الصراعات القبلية وتكوين المليشيات، بالإضافة إلى ترسيخ الفساد وتطبيعه، مما أدى إلى فقدان الثقة في مؤسسات الدولة.
وفيما يخص ثورة ديسمبر 2018، أوضح الجاك أن الثورة كانت حقيقية وشاملة لجميع فئات الشعب السوداني، لكنه أشار إلى أن القيادة المدنية خلال الفترة الانتقالية اتخذت قرارات سياسية لم تكن كلها صائبة، مؤكداً أن فشل الفترة الانتقالية لم يكن ناتجاً عن تقصيرها، بل بفعل تحالفات سياسية ومجتمعية عملت على إجهاضها من خلال التآمر والانقلاب والحرب.
وشدد على أن الحرب الحالية هي صراع داخلي بين السودانيين مع أسباب متعددة، منها خلل بنيوي في الدولة يعود إلى ما قبل الاستقلال، وأن تصويرها كحرب خارجية أو غزو أجنبي يعد تحريفاً للحقيقة، رغم وجود تأثيرات خارجية ومصالح دولية تلعب دوراً في استمرار النزاع.
وختم الجاك منشوره بالدعوة إلى تحمل المسؤولية الوطنية في إنهاء الحرب بدلاً من تحميل الخارج اللوم فقط، معتبراً أن ذلك التوجه نوع من التخلي عن القدرة على المبادرة والعمل. ودعا الجميع إلى العمل المشترك من أجل إسكات البنادق، مع استمرار النقاش والاختلاف في الرؤى بعد تحقيق الأمن والاستقرار.
