نداء استغاثة عاجل من جبل أولياء
متابعات _ الهدهد نيوز _ أعلنت غرفة طوارئ جبل أولياء جنوبي الخرطوم عن تصاعد خطير في معدلات الوفيات الناجمة عن حالات الإسهالات الحادة، حيث سجلت زيادة تجاوزت 30% بسبب انتشار وباء الكوليرا الذي يشكل تهديداً مباشراً على صحة وسلامة السكان المحليين. يأتي هذا الإعلان وسط تحذيرات متزايدة من نقص حاد في المحاليل الوريدية وأملاح التروية الحيوية، والتي تُعتبر من العلاجات الأساسية لإنقاذ حياة المرضى المصابين بهذا المرض المعدي.
وكشفت الغرفة في تعميم رسمي عن تسجيل أكثر من 20 حالة في قرية الدويحية، وأكثر من 30 حالة في منطقة البجاء عبدالهادي، بالإضافة إلى عدد من الحالات المشتبه بها في ديم البساطاب وبقية أحياء جبل أولياء. وأوضح مسؤولون محليون أن الأعداد المُعلنة تمثل فقط الحالات التي أبلغ عنها الأهالي بشكل رسمي، مؤكّدين أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير بسبب قيام بعض المصابين بالتستر على مرضهم، خوفاً من الوصمة الاجتماعية أو عدم توفر الرعاية الطبية المناسبة.
وفي تصريحات نقلها مراسل «الزاوية نت»، أكد أحد السكان أن «الوباء ينتشر بسرعة ويهدد حياة العديد من العائلات، ونحتاج لتدخل عاجل من الجهات الصحية والمنظمات الإنسانية لتوفير العلاج والمواد الطبية الضرورية». وقد ناشدت غرفة الطوارئ، في بيانها، وزارة الصحة السودانية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتوفير الدعم اللازم، والمساهمة في احتواء هذا الوباء الخطير قبل أن يتوسع وينتشر بشكل أكبر في المناطق المجاورة.
يشكل تفشي الكوليرا في جبل أولياء تحدياً صحياً حقيقياً في ظل ظروف مناخية ومائية تساهم في انتشار المرض، إلى جانب محدودية الخدمات الصحية وقلة الموارد الطبية، ما يستدعي تحركاً عاجلاً من السلطات المعنية لضمان توفير محاليل الإرواء وأملاح التروية، وتحسين آليات الكشف المبكر وعلاج المصابين، بالإضافة إلى رفع مستوى التوعية الصحية بين السكان لتجنب المزيد من الإصابات والوفيات.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه السودان ضغوطاً متزايدة على قطاع الصحة نتيجة الأزمات المستمرة والنزاعات المسلحة، ما يعقد من مهمة الفرق الطبية في السيطرة على تفشي الأوبئة والحفاظ على صحة المواطنين. ويؤكد خبراء الصحة أن الاستجابة السريعة والتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والمنظمات الدولية يمثلان مفتاحاً أساسياً للحد من انتشار الكوليرا والحد من الخسائر البشرية التي قد تتفاقم في حال استمرار النقص في الموارد الطبية الأساسية.
من جانبها، تعهدت وزارة الصحة السودانية بمضاعفة الجهود لمواجهة الأزمة وتوفير الإمدادات الطبية اللازمة بالتعاون مع شركاء الصحة، مؤكدة على أهمية تضافر الجهود المجتمعية والحكومية لمكافحة هذا الوباء الخطير في جبل أولياء والمناطق المحيطة بها.
يبقى الوضع في جبل أولياء يفرض حالة من القلق الشديد، خاصة مع تنامي أعداد المصابين والوفيات، ما يستدعي تعزيز الدعم الطارئ وتوفير الخدمات الصحية بشكل عاجل لتفادي كارثة صحية أكبر. ويتابع «الزاوية نت» تطورات الوضع عن كثب، داعياً كافة الجهات المعنية إلى تكثيف جهودها للحد من انتشار هذا المرض وضمان سلامة السكان.
