حفرت قبري بيدي وتمنيت الموت”.. ضابط سوداني يروي تفاصيل مرعبة من داخل معتقلات الدعم السريع
متابعات _ الهدهد نيوز _ في شهادة نادرة ومؤثرة، كشف الضابط السوداني يوسف السنوسي تفاصيل مروّعة عن تجربته داخل معتقلات قوات الدعم السريع، حيث تعرض لانتهاكات جسيمة، وصفها بأنها كانت أقرب إلى الموت البطيء. جاءت شهادته بعد نجاته من أحد معتقلات الدعم السريع، الذي دخله مقيداً بالسلاسل وخرج منه محملاً بذكريات التعذيب والإذلال والمعاناة النفسية.
بحسب ما رواه السنوسي، فقد تم اقتياده إلى مكان مجهول، حيث أُجبر على حفر قبر بيده، في مشهد لا يتكرر إلا في أفظع سجون العالم. وأوضح أنه ظل داخل هذا القبر أياما طويلة دون طعام أو ماء، وسط سلاسل غليظة وتهديدات دائمة بالموت، في وقت كان صوت الرصاص والقصف لا يتوقف في الخارج. وأضاف السنوسي أن المعتقلين لم يُسمح لهم حتى بأداء الصلوات أو الوضوء، ما اعتبره انتهاكاً لحقوقهم الدينية والإنسانية.
شهادة السنوسي، التي أدلى بها عبر منصة إعلامية محلية، لاقت تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثارت موجة من التعاطف مع الضحايا والمعتقلين الذين يواجهون أوضاعاً مماثلة في ظل الصراع المسلح المستمر في البلاد. وتأتي هذه الشهادة في وقت تتزايد فيه الدعوات المحلية والدولية لفتح تحقيقات مستقلة وشفافة في الجرائم المرتكبة داخل مراكز الاحتجاز، وخصوصاً تلك التابعة لقوات الدعم السريع.
وفي ظل استمرار الأزمة الأمنية والإنسانية في السودان، تكتسب شهادات مثل تلك التي قدمها يوسف السنوسي أهمية بالغة في توثيق ما يحدث بعيداً عن أنظار الإعلام والمجتمع الدولي، كما تسلط الضوء على حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون والعسكريون على حد سواء في مناطق النزاع.
