
الجمهور في حالة ذهول.. هذا ما تسبب في وفاة الفنان محمد فيصل الجزار
منوعات _ الهدهد نيوز _ فُجع الوسط الفني السوداني صباح اليوم الأربعاء 14 مايو 2025، بخبر وفاة الفنان الشاب محمد فيصل الجزار، الذي وافته المنية في حي الصومعة بمدينة القضارف بعد إصابته بحمى الضنك، حسبما أكد الصحفي والناقد الفني أيمن كمون. وقد خلفت وفاته صدمة كبيرة بين الفنانين والشعراء ونجوم المجتمع، الذين نعوه بكلمات مؤثرة، مؤكدين أن الساحة الفنية فقدت صوتًا شابًا ومبدعًا يتمتع بموهبة فريدة وأسلوب مميز قلّ أن يتكرر.
يُعد محمد فيصل الجزار واحدًا من أبرز الفنانين السودانيين الذين سطع نجمهم في بداية الألفية الجديدة، وحقق نجاحًا لافتًا بين أوساط الشباب بفضل أدائه المتميز واعتماده على التقنيات الحديثة في تقديم الأغنية السودانية. وبرع الراحل في التلحين والتوزيع الموسيقي، كما أسهم بشكل كبير في رقمنة الموسيقى المحلية وتحديث الألحان والنغمات التقليدية، ما جعله في مصاف المجددين في هذا المجال. وقد نال احترام الجمهور وزملائه في الساحة الفنية، حيث اشتهر بسلوكه الراقي وتعامله المهني، دون أن تسجّل له أي خلافات أو تصريحات مثيرة للجدل طوال مسيرته الفنية.
بدأ الجزار مسيرته الفنية بالتزامن مع بروز أسماء لامعة مثل مجاهد عثمان، منتصر الهلالية، والشاب أمير، وتميز بقدرته على تقديم محتوى فني يعكس روح العصر ويخاطب وجدان الشباب السوداني. وحققت أعماله الثنائية مع فنانات مثل أفراح عصام وسامية الهندي نجاحًا واسعًا، وكانت من أبرز محطات مشواره الفني، حيث جمع بين الأداء الإبداعي والتقني لإنتاج أغنيات تلامس الذوق العام وتضيف بعدًا جديدًا إلى الساحة الغنائية.
اضطر الفنان الراحل إلى مغادرة العاصمة الخرطوم في أعقاب اندلاع الحرب، وانتقل إلى مدينة القضارف، تاركًا خلفه مركزه المتخصص في الموسيقى والإنتاج الفني ومنزله، ليستقر في حي الصومعة، حيث ظل يواصل علاجه قبل أن تتدهور حالته الصحية ويفارق الحياة في الساعات الأولى من صباح اليوم. وعبّر أيمن كمون عن حزنه الشديد لفقدان الجزار، مشيرًا إلى أن السودان خسر فنانًا موهوبًا كان يمثل أحد أعمدة التجديد الموسيقي في البلاد، وترك بصمة لا تُنسى في قلوب جمهوره.
رحيل محمد فيصل الجزار يُعد خسارة كبيرة للساحة الفنية السودانية التي لطالما احتفت بعطائه الفني، ويأتي هذا الفقد في وقت تحتاج فيه البلاد إلى أصوات ومواهب تساهم في الحفاظ على الموروث الثقافي والموسيقي، وتقديمه بأساليب حديثة تعزز من مكانة الفن السوداني على المستويين المحلي والإقليمي.