
تطورات خطيرة في الفاشر اليوم الجمعة 9 مايو
الفاشر – الهدهد نيوز _ 9 مايو 2025: شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، صباح اليوم الجمعة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، جراء قصف مدفعي عنيف نفذته قوات الدعم السريع على الأحياء السكنية. وأكدت قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني أن القصف تم باستخدام قذائف من عيارات ثقيلة، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية المكثفة حول المدينة.
وبحسب بيان صادر عن قيادة الفرقة، فقد تمكنت القوات المسلحة من صد محاولة تسلل نفذتها مجموعة من الدعم السريع مكونة من 26 مركبة قتالية، حاولت التقدم من الجهة الشرقية للفاشر. وأسفرت المواجهات عن تدمير الآليات بالكامل وسقوط العديد من القتلى والمصابين في صفوف القوة المهاجمة، في حين لم تشر القيادة إلى وجود إصابات في صفوف الجيش.
شهود عيان تحدثوا عن توسع واضح في نطاق انتشار قوات الدعم السريع داخل المدينة، مؤكدين أنها باتت تسيطر على مناطق قريبة من محيط القيادة العسكرية رغم نفي الجيش السوداني. وذكر السكان أن طائرات مسيرة تابعة للدعم السريع كانت تحلق بشكل مكثف فوق المدينة، بالتزامن مع استمرار القصف المدفعي، ما فاقم حالة الذعر والقلق وسط المدنيين.
وتعاني الفاشر منذ مايو الماضي من حصار تفرضه قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية والمعيشية. وأدى هذا الحصار إلى شح كبير في المواد الغذائية والسلع الأساسية، فضلًا عن نقص حاد في الأدوية المنقذة للحياة ووقود تشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية. وكان يُنظر إلى المدينة سابقًا كمركز رئيسي لعمليات الإغاثة في إقليم دارفور، قبل أن تتغير ملامحها بشكل كبير بفعل النزاع المتصاعد.
وتعد الفاشر ذات أهمية استراتيجية بالغة في الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خاصة وأن الأخيرة تسعى إلى فرض سيطرتها على المدينة لتعزيز نفوذها في إقليم دارفور، الذي باتت تسيطر على أربع من ولاياته الخمس. في المقابل، لا تزال المدينة آخر معقل بارز للقوات المسلحة السودانية في الإقليم.
ورغم التطورات الميدانية المقلقة، تؤكد قيادة الجيش أنها لا تزال تحتفظ بالسيطرة الكاملة على المدينة، وتواصل عملياتها الدفاعية لحماية المدنيين ومؤسسات الدولة. كما دعت القيادة المواطنين إلى التزام أقصى درجات الحيطة والحذر في ظل استمرار العمليات العسكرية والقصف العشوائي.
تأتي هذه الأحداث في وقت تتواصل فيه الجهود المحلية والدولية لوقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في مختلف مدن وولايات السودان، وسط تحذيرات من تدهور كارثي للوضع الإنساني إذا استمرت الأعمال القتالية في المناطق السكنية.