عودة الخطر الصامت: لسعات العقارب تفتك بأطفال هذه المنطقة
نهر النيل _ الهدهد نيوز – 4 مايو 2025 – مع اقتراب فصل الصيف، تتجدد المخاوف في قرى منطقة المناصير بولاية نهر النيل من تصاعد خطر لسعات العقارب، التي باتت تُشكل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان، خصوصًا الأطفال، في ظل نقص حاد في الأمصال والمستلزمات الطبية الأساسية.
وتشهد المنطقة، سنويًا، تسجيل أكثر من 50 حالة وفاة بين الأطفال نتيجة مضاعفات لسعات العقارب، وفقاً لتقارير محلية غير رسمية، فيما يعاني الأهالي من غياب مراكز علاجية مجهزة ونقص في الإمداد الطبي، مما يضطرهم لنقل المصابين لمسافات طويلة وسط بيئة جغرافية صعبة.
وقال سكان من المنطقة في تصريحات متفرقة، إن شهري مايو ويونيو من كل عام يشهدان ذروة نشاط العقارب، حيث تنتشر بشكل كبير في المناطق الجبلية والصخرية المحيطة بالمنازل، ما يجعل الأطفال، الذين يخرجون للعب أو الرعي، الفئة الأكثر تعرضًا للخطر.
وأكد ناشطون محليون أن مراكز الصحة الريفية في المنطقة تفتقر إلى الأمصال المضادة لسموم العقارب، وأن العديد من الأسر فقدت أطفالاً بسبب عدم تمكنها من الوصول في الوقت المناسب إلى المستشفيات المركزية في عطبرة أو شندي.
وفي ظل هذه التحديات، طالب الأهالي وزارة الصحة والجهات المختصة بالتدخل العاجل لتوفير الأمصال، وتفعيل حملات رش وقائية في القرى، إضافة إلى دعم المراكز الصحية بالأدوية والتجهيزات اللازمة للتعامل مع حالات التسمم الناتجة عن اللدغات.
كما دعا ناشطون إنسانيون إلى فتح باب التنسيق مع منظمات الصحة الإقليمية والدولية لتقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم، خصوصًا أن هذه الأزمة تتكرر سنويًا، وتهدد أمن وسلامة آلاف الأسر في منطقة تعاني أصلاً من ضعف الخدمات الأساسية.
وتُعد منطقة المناصير من المناطق ذات الطبيعة الجغرافية القاسية، حيث تنتشر الصخور والكهوف التي تُعتبر بيئة خصبة لتكاثر العقارب والثعابين، وهو ما يتطلب استجابة صحية وبيئية تتناسب مع حجم التحديات التي تواجهها المجتمعات المحلية.
