
عقار يوضح ملابسات تصريحاته
متابعات _ الهدهد نيوز _ أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، أن تصريحاته الأخيرة حول الفساد، والتي أدلى بها خلال مؤتمر الخدمة المدنية بمدينة بورتسودان، قد تعرضت للتحريف وسوء الفهم، مشيراً إلى أن البعض تعمّد استغلالها لأجندات خاصة لا تخدم المصلحة العامة.
وقال عقار، خلال لقاء إعلامي نظمه مركز الشريف، إن حديثه عن الفساد لم يكن موجهاً ضد شخص أو جهة بعينها، بل كان تسليطاً للضوء على ظاهرة يعاني منها كثير من دول العالم، حتى تلك التي تبذل جهوداً كبيرة في ملاحقة الفاسدين ومحاربتهم. وشدد على أن التصريحات جرى اجتزاؤها من سياقها الحقيقي، مما ساهم في إثارة حالة من الجدل في وقت تمر فيه البلاد بأزمات حادة.
واستشهد عقار، في سياق حديثه، بحادثة شخصية وقعت أثناء فترة رئاسته لمنطقة يامبيو بجنوب السودان، عندما حاول موظف شاب في مكتبه استغلال علاقته به، مدّعياً الحصانة من المحاسبة لقربه من الرئيس. وأكد عقار أنه لم يتهاون مع هذا السلوك، بل فصل الموظف بعد مراقبته والتأكد من تجاوزه، معتبراً أن هذه القصة تمثل نموذجاً حقيقياً لما يجب محاربته من مظاهر الفساد.
وانتقد نائب رئيس مجلس السيادة محاولة بعض الأطراف استغلال هذه الرواية لأغراض سياسية وتصفية حسابات، مؤكداً أن ذلك يؤدي إلى تعميق حالة الاستقطاب والفتنة في وقت تحتاج فيه البلاد إلى التماسك والوضوح.
وفي سياق حديثه، وجّه عقار اتهامات لبعض الموظفين العاملين في مكاتب الوزراء، بضلوعهم في ممارسات فساد مالي خلال فترة الحرب، مشيراً إلى قيام بعضهم بشراء شقق سكنية في مصر وتركيا، إلى جانب امتلاكهم لقطع أراضٍ في بورتسودان. وقال إن هذه التصرفات لم تعد خفية، بل أصبحت محل سخط شعبي واسع، داعياً إلى تفعيل آليات المحاسبة والشفافية داخل أجهزة الدولة.
كما دعا عقار، في ختام كلمته بمؤتمر الخدمة المدنية، الدولة إلى تبني التوصيات التي خرج بها المؤتمر، مشدداً على ضرورة إعادة هيكلة وتطوير الخدمة المدنية بما يحقق الكفاءة والعدالة في تقديم الخدمات للمواطنين.
وأعرب عن قلقه العميق إزاء تردي الأوضاع الإدارية والخدمية في البلاد، مشيراً إلى أن إصلاح مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الخدمة المدنية، يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. ودعا إلى تضافر جهود جميع الأطراف من أجل الوصول إلى نظام إداري فعّال يلبّي تطلعات المواطنين في ظل الظروف الراهنة.