جريمة حرب مروعة في جنوب كردفان: الحكومة تتعهد بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة

متابعات_ الهدهد نيوز _في جريمة حرب بشعة، شنت الحركة الشعبية – جناح الحلو هجومًا على مدينة كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 101 شخص، في حادثة هزت مشاعر المواطنين وأسالت دماء الأبرياء. وتفاوتت الإصابات بشكل كبير، حيث كانت الغالبية العظمى من الضحايا من الأطفال، النساء، كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ما يعكس درجة الوحشية في الهجوم الذي استهدف المدنيين بشكل واضح.

وفي رد فعل سريع، عقد مجلس وزراء حكومة ولاية جنوب كردفان برئاسة الوالي محمد إبراهيم عبدالكريم جلسة استثنائية طارئة للتضامن مع ضحايا هذا العدوان الغاشم. وفي تصريح له، أعرب الوالي عن استنكار الحكومة لهذه الاعتداءات الوحشية، مؤكدًا أن هذا الهجوم يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني، وداعيًا إلى تصنيف الحركة الشعبية – جناح الحلو كحركة إرهابية، مع رفع دعوى جنائية ضدها وملاحقتها قضائيًا على ما ارتكبته من جرائم بحق المدنيين.

وفي خطوة مهمة، أكد الوالي أن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم، وأن السلطات الأمنية في ولاية جنوب كردفان قد تمكنت من بسط سيطرتها على العديد من المواقع والارتكازات التي كانت تستخدمها الحركة الشعبية، حيث أسفرت العمليات العسكرية حتى الآن عن تكبيد المتمردين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وأوضح الوالي أن العمليات العسكرية ستستمر دون توقف حتى يتم تطهير كافة المناطق من وجود التمرد، مؤكدًا أن الحكومة قد اتخذت تدابير أمنية مشددة لضمان حماية المدنيين وحفظ سيادة البلاد.

من جانبها، أدانت الأستاذة فاطمة قمر إسماعيل، وزير التربية والتوجيه والناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء، هذا الهجوم البشع الذي استهدف المدنيين العزل، واصفةً إياه بأنه جريمة لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف من الظروف. وأكدت أن ما قامت به الحركة الشعبية – جناح الحلو يتناقض تمامًا مع أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني، وأن الحرب على الأبرياء لا يمكن أن تكون لها أي مبررات.

وتعهدت فاطمة قمر بمواصلة تسليط الضوء على هذه الجرائم وإبلاغ المجتمع الدولي بما ارتكبته الحركة الشعبية بحق المواطنين في جنوب كردفان، مشددة على أن الحرب التي تشهدها المنطقة هي صراع بين الحق والباطل، وأن الحكومة ستقف بحزم ضد كل من يسعى لإراقة دماء الأبرياء أو زعزعة الأمن في البلاد. كما دعت فاطمة إلى وحدة الصف الوطني والتماسك الاجتماعي، مؤكدًة أن الجميع يجب أن يقف خلف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في معركتها الحاسمة لاستئصال التمرد، وطالبت بضرورة تقديم الدعم الكامل لضحايا هذا الهجوم الوحشي، والعمل معًا لتحقيق العدالة والمصالحة في الولاية.

وأكدت فاطمة قمر أن الحكومة ستواصل اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتحقيق العدالة لكل من تضرر من هذا الهجوم، مُعربةً عن عزمها على إزالة كل بؤر التوتر في المنطقة وإعادة الاستقرار إلى ربوع جنوب كردفان.