الرجوع إلى الأمام والهبوط إلى الأعلى و السباحة عكس التيار .. الباقر عبد القيوم علي

0

الهدهد نيوز

بدون مزايدات ، الأستاذة منال مكاوي إبراهيم أمين أمانة الشؤون الإجتماعية بالولاية الشمالية ، إسم يتميز بضخامة حجمه في مجال العمل الإنساني ، و له طنينه الخاص في ميادين الرحمة ، و رنين عالي الصوت في قلوب المساكين ، نجدها دائماً في مقدمة الصفوف لإحراز المرتبة الأولى ، و هي لا تقبل بغيرها في هذا المضمار ، و كما لا يفوتها دوماً إصطحاب توفيق الله سبحانه و تعالى الذي تعتبره الدافع الأول و الأخير في التفوق ، متميزة بعطائها الممتد على الرغم من شح الموارد المتاحة في يدها ، متجاوزة بعزيمتها أي نقيصة قد تعرض مشروعها للفشل ، تستطيع بمعينات بسيطة أن تحويل أي إخفاق متوقع إلى نجاح ، و قد إحترفت قهر المستحيل و إذابة معظم المتاريس الطبيعية ، أو التي يضعها أمامها أعداء النجاح ، إنها إمرأة حديدية لها شكيمة و عزيمة يصعب كسرها ، وهذا ما يمكنها من خوض التحدي الذي إستطاعت به قهر الصعاب ، فتتفردت بلمسات الرحمة التي هي أساس تكوينها منذ باكورة صبوتها ، فإستطاعت ان تشق طريقها في هذا الوضع الاستثنائي من أجل الوصول للأهداف السامية فنجدها بصورة روتينية تتجاوز العديد من الصعاب والتحديات اليومية وتجاهد بكل ما تملك من قوة ، تعشق روح العمل الجماعي و تجد ذاتها وسط زملائها في العمل ، متقدمة دائما و هي تقود جيشها الإنساني بكل إحترافية في هذه الظروف العصيبة. لتحصد النجاحات المتتالية من حلبات الأعمال الإنسانية ، و هذه الأدوار البطولية يعرفها القاصي قبل الداني ، ومشهود لها في هذه الولاية .

تضن المدارس الإنسانية في مدها للمجتمع بالأخيار و تشح في عطائها للبشرية بسفراء رحمة و خصوصاً الذين تزين سلوكهم مكارم الأخلاق ، و هؤلاء إن وٌجٍودوا في أي مكان فمن المؤكد يستطيعون أن يضعون بصماتهم في الأماكن التي يسجلون فيها حضوراً انيقاً و رقيقاً ، و من المؤكد سيسعون في ترميم المجتمع و معالجة مشكلات أفراده بدون تحيز لدين أو لمذهب أو فكر ، أو حتى جنسية أو عمر أو لون ، إنهم فعلاً سفراء للإنسانية ، و على قلتهم ، فهم كثر بالولاية الشمالية ، و بلا شك متميزون ، و من خير المعينين لمسيرة الأستاذة منال مكاوي ، و يعتبرون شركاء حقيقيين معها في صناعة الخير ، فأستطاعوا أن يبنوا معها علاقات إستراتيجية ذكية ، كانت هي حجر الأساس الذي تنطلق منه عطاءات ضخمة ، فهم عبارة عن شموع متقدة ، مولعون بالعطاء و الإنفاق و حب الخير .

لقد حق لنا في هذا الظرف الإستثنائي من عمر الزمان أن نحتفي بأصحاب العطاء و صناع الأمل بالولاية الشمالية الذين لم ينكفئ لهم قدح يوماً ما ، أو يلين لهم جانب ، أو تنطفي لهم نار ، و كما لم ينكسر لهم قوس و هم يقدمون الغالي و النفيس في سبيل سد فجوات المجتمع و حلحلة إشكالاته ، و هذا يأتي علاوة على إصطفافهم خلف قوات الشعب المسلحة قلباً و قالباً في كل خطواتها و كلهم رجاء ، ينتظرون نصراً من الله و فتح قريب ، ولهذا كان من الواجب علينا أن نعطيهم جزء يسير من حقهم و لو عبر الكلمة فهذا يعتبر أضعف الإيمان في البذل ، و أقل مما يستحقونه ، فهم نجوم سوامق في العطاء حببهم الله في الخير و حبب الخير إليهم ، فإني لا أذكرهم لكم كعرض للوحة إطراء أو ثناء أو من أجل التلميع و التمجيد ، و لكن تجسدت في هؤلاء الرجال قيم يحبها الناس على سطح الأرض و تحبها ملائكة السماء ، و لها مكانة رفيعة عند الله تعالى ، و لهذا يأتي تكريمي لهم من باب عطائهم للمجتمع الذي يعتبر العمود الفقري لأي مبادرة إنسانية كانت تقودها سفيرة الإنسانية الأستاذة منال مكاوي .

هنالك أفراد مخلصين و مؤسسات كثيرة لها إعتبارها الخاص ، فتزاحمت في ميادين العطاء و حب الخير ، فهم شركاء مع أمانة الشؤون الإجتماعية يقاسمونها الإنجاز في جميع أعمالها الإنسانية، و على رأس هؤلاء تأتي الغرفة التجارية بدنقلا ، و لا أريد أن أذكرها كجسم إعتباري ، و لكن لا بد لي من أنسنتها حتى اتمكن من إبراز دور الفاعلين بها و الذين يعتبرون منارات سامقة في مجال العمل الخيري ، فيشكل السيد أحمد المدثر محمد عجب رأس رمح العطاء كفرد و أيضاً بصفتة الإعتبارية كرئيس الغرفة التجارية و يمتد وتر القوس الذي ينطلق منه الرمح ما بين السيد عبد الله علي حسن (عبود) بشخصه وبصفته نائب الرئيس ، و السيد بكري إدريس النور بصفته الشخصية و كأمين عام الغرفة فهم من أفضل المانحين على الاطلاق في الولاية ، لا نجدهم إلا في مواطن الخير ، و هم يعزفون على اوتار الرحمة سمفونية العطاء التي تصنع الفرح لدى المستحقين .

من أهم الملفات التي ظلت تشغل الأستاذة منال مكاوي في تنمية المجتمع هي مشروع رعاية نزلاء المؤسسات العقابية الإصلاحية وأسرهم ، و هي تنشد بهذا العمل الجبار معالجة كثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية للنزلاء لمساعدتهم على تبني أفكار إيجابية تسهم معهم على مواجهة الحياة داخل هذه السجون و بعد الإفراج عنهم مستهدفة بذلك الرجال و النساء بغض الطرف عن جنسياتهم أو دياناتهم ، أو القضايا و الأحكام التي يواجهونها ، فشرعت في تفعيل أفكارها على أرض الواقع بتبنيها لأسبوع النزيل الأول مع شركاء العمل و الذي أتي تحت شعار (صنعة في اليد أمان من الفقر و الجريمة) بسجن دنقلا ، و الذي إحتوي علي عدة فعاليات و برامج توعوية و كان أهمها دورات تدريبية مكثفة في مجالات البرادة و الحدادة و الكهرباء ، لأن مثل هذه البرامج من واقع الحال ستهزم الجريمة في المستقبل القريب ، و تحفز في حلحلة كثير من القضايا المجتمعية الملحة التي تعرقل نهضة المجتمع و تطوره بالقضاء على الفقر بإعتبار انه الركيزة الكبرى في تفشي الجريمة .

فعبر هذا العمود (همس الحروف) إلتمس من قرائي الأحباء ليسمحوا لي بتكريم إفتراضي (بالحرف و الكلمة) على الفضاء الإسفيري ، لكل الشركاء الذين كانوا خلف هذا العمل الجبار ، سيما و أن هذا البرنامج الإصلاحي سبنعكس أثره إلإيجالي على إستقرار المجتمع و سيؤدي إلى إنخفاض معدل الجريمة و سيحدث تغيراً ملحوظاً في سلوك النزلاء بعد إمتهانهم لمهن شريفة تضمن لهم سبل جلب الرزق في سوق العمل ، و تأتي على رأس المكرمين الأستاذة منال مكاوي إبراهيم محمد أمينة أمانة الشؤون الإجتماعية بالولاية الشمالية ، و تأتي بعدها قائمة الشرف التي تحمل أسماء السادة الغرفة التجارية و ديوان الزكاة و مفوضية العون الإنساني و وزارتي الصحة و الإستثمار و جمعية الهلال الأحمر السوداني و منظمة ينابيع الخير و جمعية تنظيم الأسرة ، و هذا التكريم يأتي لأنهم أهل له ، و يسحقون أكثر من ذلك بكثير ، و يجب ان يذكروا بالخير في كل مجالس المدينة لكونهم يحملون هموم غيرهم و قد أعطوا هذه الشريحة المهمشة من المجتمع فرصة جديدة للكسب الحلال ، فمن المؤكد ان هؤلاء الذين خصهم التكريم هم صناع للأمل و كبيرون بأفعالكم و يحملون في أعماقهم قيماً كريمة و خصالاً نبيلة دعتهم يجعلون من هذه القضية محور لعطائهم الذي سيعزز الامن المجتمعي و يبث الأمان في ربوع بلادنا و يخفض من نسبة الجريمة بإصلاح النزلاء إن شاء الله ، و كذلك أرجو أن يسمح لي القراء لاقول لجميع شركاء الخير في هذا الدرب : شكراً جميلاً جزيلاً يليق بمقاماتكم السامية ، فأنتم في الحقيقة عظماء و نبلاء و مخلصون حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم .

و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

الهدهد نيوز

الهدهد نيوز .. وجهة جديدة فى عالم الصحافة الرقمية المتطورة
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اكتشاف المزيد من الهدهد نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading