
بيان من الدعم السريع نحو الأبيض ويحذّر السكان من مغادرة منازلهم
الهدهد نيوز – شمال كردفان – 4 أغسطس 2025
في تطور ميداني جديد يعكس سخونة جبهات القتال بولاية شمال كردفان، أعلنت مليشيا الدعم السريع، اليوم الإثنين، عن تقدمها من عدة محاور باتجاه مدينة الأبيض، عاصمة الولاية، مؤكدة أنها باتت على مشارف المدينة من جهات متعددة، وسط تصاعد القلق بين المدنيين وتضارب الروايات حول الوضع الأمني في محيط المدينة.
وأصدر الناطق الرسمي باسم الدعم السريع بيانًا صحفيًا أكد فيه “تقدّم القوات في جميع المحاور القتالية المتاخمة لمدينة الأبيض”، مشددًا على أن قواته “تعمل على تأمين المدينة وحماية سكانها بشكل كامل”، وفق تعبيره.
وفي سابقة تكررت في مناطق النزاع، طالب البيان سكان مدينة الأبيض بـ”عدم مغادرة منازلهم”، مشيرًا إلى أن “القوات بصدد دخول المدينة من عدة اتجاهات في إطار خطة عسكرية تهدف للسيطرة الكاملة عليها”، دون تقديم تفاصيل إضافية بشأن طبيعة الاشتباكات أو المناطق التي شهدت التقدم.
مخاوف من معركة مفتوحة
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف من اندلاع معركة واسعة النطاق داخل مدينة الأبيض، التي تُعد من أهم المراكز الاستراتيجية في الإقليم، نظرًا لموقعها الجغرافي الحيوي، وارتباطها بشبكة طرق تربط دارفور بكردفان والخرطوم.
وتداول سكان محليون على منصات التواصل الاجتماعي أنباء متباينة عن سماع دوي اشتباكات متقطعة في أطراف المدينة، في وقت تشهد فيه الحركة المدنية داخل الأبيض حالة من التوتر والقلق، وسط تراجع في الأنشطة التجارية، وظهور طوابير أمام بعض المخابز ومحطات الوقود.
تصريحات تصعيدية وسط صمت حكومي
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر أي جهة رسمية من الحكومة السودانية أو قيادة الجيش تعليقًا مباشرًا على بيان الدعم السريع، الأمر الذي زاد من حالة الغموض حول حقيقة الوضع الميداني في شمال كردفان، وما إذا كانت القوات المسلحة قد دفعت بتعزيزات لحماية الأبيض أو لا تزال تراقب الوضع عن بعد.
ويرى محللون أن إعلان الدعم السريع عن التقدم نحو الأبيض، قد يكون تمهيدًا لهجوم موسّع تحاول خلاله القوات كسر خطوط الجيش السوداني في وسط البلاد، وتحقيق اختراق نوعي في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، بما يُمثل ضغطًا سياسيًا وإعلاميًا كبيرًا على قيادة الجيش.
المدنيون في قلب الخطر
سكان الأبيض باتوا أمام سيناريوهات مفتوحة في ظل انعدام الضمانات لحمايتهم، خاصة في ظل تجارب سابقة شهدت أعمال عنف ونهب في مدن دخلتها قوات الدعم السريع. ويخشى المواطنون من تحول مدينتهم إلى ساحة حرب مفتوحة قد تؤدي إلى موجات نزوح جديدة، وانهيار كامل في الخدمات الأساسية.
منظمات محلية ودولية ناشدت في الأيام الماضية أطراف النزاع بضبط النفس وعدم الزج بالمدنيين في أتون المعارك، إلا أن مؤشرات التصعيد الأخيرة تنذر بأن الأبيض قد تكون على أعتاب أزمة إنسانية جديدة في حال فشلت الجهود لاحتواء الموقف.
مخاوف متجددة من سقوط المدن الرئيسية
مدينة الأبيض تُعد من آخر الحواضر الكبيرة التي لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة وسط السودان، وبعد سقوط عدد من المدن في دارفور وكردفان بيد الدعم السريع خلال الأشهر الماضية، يُخشى أن تكون هذه المحاولة جزءًا من خطة أوسع تهدف لتوسيع النفوذ في قلب البلاد.
الجدير بالذكر أن مدينة الأبيض تضم عددًا من المقار الإدارية، والمؤسسات التعليمية، والمستشفيات المرجعية، ما يجعلها هدفًا بالغ الأهمية في حسابات أطراف الصراع، ويزيد من تعقيد الأوضاع في حال تطورت الاشتباكات داخلها.