كارثة بيئية في مروي
الهدهد نيوز – مروي – 4 أغسطس 2025
شهدت محلية مروي بالولاية الشمالية، مساء الأحد، حادثة مأساوية تمثلت في اندلاع حريق هائل التهم عددًا من مزارع النخيل بمنطقة “الباسا”، مما أسفر عن خسائر جسيمة طالت الأشجار والمزارع والمنازل، إلى جانب نفوق عدد من رؤوس الماشية، وسط حالة من الحزن والقلق تسود أهالي المنطقة.
وبحسب ما أعلنت عنه السلطات المحلية، فإن الحريق اندلع في خمس مزارع على الأقل، قبل أن تمتد ألسنة اللهب إلى المناطق السكنية المجاورة، ما أدى إلى احتراق بعض المنازل وتدمير مساحات واسعة من المغروسات والمحاصيل الزراعية، دون أن ترد تقارير عن إصابات بشرية حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
استنفار رسمي وإجراءات عاجلة
وفي أول تحرك رسمي، وجّه المدير التنفيذي لمحلية مروي، إدارة الدفاع المدني والوحدة الإدارية المختصة، ببدء عمليات عاجلة لحصر الخسائر وتقييم الأضرار التي خلّفها الحريق، تمهيدًا لاتخاذ التدابير اللازمة لدعم المتضررين وتعويضهم عن ما فقدوه.
وأكد مسؤولون محليون أن فرق الدفاع المدني واجهت صعوبة كبيرة في احتواء الحريق بسبب الرياح القوية وامتداد النيران لمساحات شاسعة، لكن الجهود تواصلت حتى ساعات متأخرة من الليل، وتمكنت من منع امتداد النيران إلى مناطق أكثر ازدحامًا بالسكان.
خسائر في النخيل والثروة الحيوانية
سكان المنطقة وصفوا الحريق بـ”الكارثة غير المسبوقة”، مشيرين إلى أن النيران قضت على عشرات من أشجار النخيل المثمرة، التي تمثل مصدر رزق رئيسي لأهالي المنطقة، كما تسببت في نفوق عدد من رؤوس الأغنام والماعز التي كانت داخل الحظائر المجاورة.
ويُشار إلى أن منطقة “الباسا” تشتهر بزراعة النخيل وإنتاج التمور عالية الجودة، ويعتمد سكانها بشكل رئيسي على الزراعة والثروة الحيوانية، ما يجعل الخسائر التي خلفها الحريق ضربة موجعة للاقتصاد المحلي.
دعوات للمساعدة وإجراءات وقائية
أهالي المنطقة وجّهوا نداءات عاجلة إلى السلطات الولائية والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري، وتقديم الدعم للمتضررين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي حدّت من قدرة المواطنين على مجابهة الكوارث الطبيعية.
كما طالب السكان بوضع خطة احترازية لمنع تكرار مثل هذه الحرائق الموسمية، من خلال تعزيز جاهزية فرق الدفاع المدني، وتوفير معدات الإطفاء الحديثة، وتوعية المزارعين بطرق الوقاية والتعامل مع الحرائق في المناطق الزراعية.
تحقيقات جارية لمعرفة الأسباب
ولم تصدر حتى الآن تقارير رسمية حول أسباب اندلاع الحريق، لكن مصادر محلية رجّحت أن يكون الحريق ناتجًا عن اشتعال مفاجئ بفعل ارتفاع درجات الحرارة أو تماس كهربائي في إحدى المزارع، فيما باشرت الجهات المختصة تحقيقاتها للوقوف على الملابسات الدقيقة للحادثة.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه مناطق واسعة من شمال السودان ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، إلى جانب تراجع الاستعدادات اللوجستية لمواجهة الكوارث الطبيعية، ما يضاعف من حجم الأضرار حال وقوعها.
