سد مروي يتوقف فجأة والظلام يغمر ست ولايات
الخرطوم – الهدهد نيوز
12 يوليو 2025م
شهدت شبكة الكهرباء القومية في السودان صباح اليوم انقطاعًا واسع النطاق عقب خروج محطة توليد سد مروي عن الخدمة بشكل مفاجئ، ما أدى إلى غرق ست ولايات رئيسية في ظلام دامس، وسط تصاعد الغضب الشعبي وتزايد التساؤلات حول تكرار الأعطال في البنية التحتية للطاقة.
وبحسب مصادر رسمية، فإن العطل وُصف بـ”الفني المفاجئ”، وأدى إلى توقف محطة التوليد الكهرومائية الأكبر في البلاد الواقعة شمالي السودان، ما تسبب في انقطاع تام للتيار الكهربائي عن ولايات الخرطوم، نهر النيل، الشمالية، البحر الأحمر، شمال الجزيرة، بالإضافة إلى مناطق متفرقة من ولاية كسلا.
أزمة متفاقمة في قطاع الكهرباء
ويأتي هذا الانقطاع وسط استمرار أزمة الكهرباء المتفاقمة في البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي طالت بنيات الإنتاج والنقل والتوزيع، في ظل صعوبات حادة في الصيانة وتوفير قطع الغيار. ويتزامن ذلك مع ارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى تعطل محطات المياه والمخابز والمرافق الصحية، وأثار موجة من التذمر في أوساط السكان.
وأشار شهود عيان ومواطنون إلى حالة من الشلل التام في العديد من المدن، خاصة في أحياء العاصمة الخرطوم، التي باتت تعتمد بشكل رئيسي على مولدات تجارية مكلفة وسط أزمة وقود خانقة. كما توقفت خدمات الإنترنت والاتصالات في بعض المناطق نتيجة لاعتمادها على مصادر طاقة غير مستقرة.
الجهات المعنية: نعمل على المعالجة
وأكدت الجهات المختصة في وزارة الطاقة أن فرق الصيانة باشرت العمل منذ ساعات الصباح الأولى لمعالجة العطل وإعادة تشغيل التوربينات المتوقفة، مع توقعات بعودة التيار تدريجيًا خلال الساعات المقبلة.
ودعت السلطات المواطنين إلى تفهّم الوضع الطارئ، مشيرة إلى أن انقطاع الكهرباء لم يكن ناتجًا عن عمل تخريبي، وإنما خلل فني قيد التقييم، وأن فرق الدعم الفني تعمل على إعادة التيار بطريقة آمنة لتفادي ضغط الشبكة.
دعوات لحلول جذرية
من جهتهم، طالب مراقبون الحكومة الانتقالية بضرورة الإسراع في تنفيذ خطط طوارئ حقيقية لإنقاذ قطاع الكهرباء الذي بات يهدد حياة الملايين، خصوصًا في ظل الأزمة الإنسانية المتصاعدة، وسط تقارير تشير إلى اعتماد بعض المدن على إمدادات غير منتظمة منذ أسابيع.
ويعتبر سد مروي واحدًا من أهم مشروعات البنية التحتية في السودان، وتبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من 1250 ميغاواط، ويُغذي عشرات المدن في الشمال والوسط والشرق، مما يجعل أي توقف مفاجئ في المحطة مؤثرًا بشكل مباشر على استقرار الحياة اليومية.
