
الحلو يوجه بإبعاد قوات الدعم السريع بعد حادثة مؤسفة في كاودا
متابعات _ الهدهد نيوز _ في تطور صادم داخل مناطق سيطرة الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، انفجرت أزمة داخلية هزت كيان الجيش الشعبي وأثارت موجة غضب واسعة بعد اتهامات طالت عناصر من مليشيا الدعم السريع المتمردة بارتكاب انتهاكات أخلاقية ضد فتيات من قبيلة ليرا، الأمر الذي دفع الحلو إلى اتخاذ قرارات عاجلة قد تقلب الطاولة على التحالف العسكري القائم.
وبحسب مصادر ميدانية مطلعة، فقد تم تسجيل حادثة اعتداء على فتيات من منطقة لويرا، التابعة لقبيلة ليرا، والتي تُعد من المكونات الأساسية لمجموعة الكواليب، العمود الفقري للجيش الشعبي التابع للحركة. وتسبب هذا السلوك في ردود فعل غاضبة داخل أوساط الحركة، دفعت بالحلو إلى إصدار توجيه فوري يقضي بتكليف العقيد الباقر إبراهيم حمدان، أحد أبرز ضباط استخبارات الجيش الشعبي، بمهمة إخراج عناصر الدعم السريع من مقاطعة هيبان ومحيط كاودا.
وتشير المصادر إلى أن القيادة العسكرية للحركة اعتبرت ما حدث تهديدًا خطيرًا للنسيج الاجتماعي في المنطقة، وخرقًا غير مقبول يمكن أن ينسف التوازن الحساس بين الجيش الشعبي ومكوناته القبلية، خصوصًا في ظل العلاقات المعقدة التي تربط قيادة الحركة بالمليشيا المدعومة من محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وفي تطور لاحق، ونتيجة لغضب قبيلة ليرا وتصاعد حدة الاحتقان، قرر الحلو تأجيل تنفيذ القرار المتعلق بتحرك العقيد الباقر حتى اكتمال المشاورات مع قيادات الإدارة الأهلية للقبيلة. وتُبذل في هذه الأثناء جهود مكثفة لاحتواء الأزمة وإقناع الأهالي بانتظار خطوات عملية تضمن محاسبة المتورطين وإبعاد العناصر المثيرة للجدل.
وفي محاولة لتهدئة الغضب المتصاعد داخل صفوف الجيش الشعبي، أصدرت القيادة أوامر مباشرة بإخراج قوات الدعم السريع من مناطق الاحتكاك، خاصة في كاودا وهيبان، بهدف استعادة ثقة القواعد الشعبية، وضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو صراع داخلي قد يعصف بتماسك الحركة.
مصادر من داخل الحركة أكدت أن الكواليب، المكون القَبَلي الذي يشكل القوة الضاربة في صفوف الجيش الشعبي، بات يشعر بالخيانة بعد تساهل القيادة مع سلوك المليشيا، ما دفع عددًا من القادة العسكريين إلى توجيه إنذار حاسم لعبدالعزيز الحلو. الإنذار يتضمن مهلة لا تتجاوز ثلاثة أيام لفك الارتباط مع مليشيا الدعم السريع، ملوّحين بتصعيد داخلي قد يصل حد الانشقاق أو إعلان التمرد.
هذه التطورات تُعد الأخطر منذ توقيع اتفاق التفاهم بين جناح الحلو ومليشيا الدعم السريع، والتي كانت تستهدف التنسيق العسكري في وجه الجيش السوداني. غير أن تصاعد الاستياء داخل الجيش الشعبي، وظهور بوادر تمرد اجتماعي داخل أهم قبائله، دفع كثيرين للتساؤل عن جدوى استمرار هذا التحالف في ظل التكاليف الأخلاقية والإنسانية التي بات يدفعها السكان المحليون.
التحليلات تشير إلى أن الحلو، المعروف بتشدده الأيديولوجي وموقفه الحاسم من الشريعة، أصبح أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الحفاظ على وحدة الحركة الشعبية وتماسك جيشها الداخلي، أو المجازفة بخسارة الحاضنة الاجتماعية والسياسية لصالح تحالف ظرفي يوشك على الانهيار تحت ضغط الفضائح والانتهاكات.
وفي ظل تصاعد الضغوط، تبقى الأنظار مشدودة إلى ما ستسفر عنه الساعات القادمة، وما إذا كان الحلو سيضحي بتحالفه مع الدعم السريع أم يتمسك به على حساب قاعدته الداخلية. وعلى الرغم من التكتم الإعلامي من جانب قيادة الحركة، إلا أن المؤشرات تفيد بأن قرارًا مصيريًا بات وشيكًا.