
مفاجأة من والي الخرطوم تُشعل الأمل وسط الظلام!
متابعات _ الهدهد نيوز _ في خطوة اعتبرها كثيرون بمثابة بارقة أمل وسط أجواء قاتمة، أعلن والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان عن مفاجأة مرتقبة تتمثل في إعادة التيار الكهربائي إلى جميع أحياء العاصمة خلال الأيام القليلة القادمة، وهو وعد يعكس سعي الحكومة لإعادة تطبيع الحياة في ولاية أنهكتها الحرب وأغرقتها في ظلام دامس منذ أشهر.
وجاءت تصريحات الوالي خلال زيارة ميدانية إلى حي الدوحة بأم درمان، حيث أكد أن فرق الصيانة بدأت فعليًا العمل لإعادة تأهيل محطات المياه والآبار، إلى جانب التمهيد لعودة المدارس تدريجيًا. ودعا المواطنين الذين نزحوا عن العاصمة إلى العودة ومساندة جهود إعادة الإعمار.
وتعيش الخرطوم أزمة كهرباء خانقة منذ أشهر، بفعل التخريب والنهب الذي طال مكونات البنية التحتية، خصوصًا في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. وتشير تقديرات إلى أن تكلفة إعادة تأهيل الشبكة قد تتجاوز نصف مليار دولار في المرحلة الأولى وحدها.
كما تسبب توقف محطتي بحري وقري الحراريتين، اللتين توفران نحو 600 ميغاواط، في تفاقم الأزمة، فيما تحاول وزارة الطاقة جاهدة إجراء صيانة عاجلة وسط تحديات تمويلية وأمنية ضخمة.
وبينما تتحدث الحكومة عن خطط لإعادة الكهرباء والمياه، يرى خبراء أن أي تحسن حقيقي مرهون باستعادة سيطرة الدولة على مرافقها، وتوفير التمويل الكافي، وتأمين البيئة للعاملين في القطاعات الخدمية. وعلى الرغم من هذه التحديات، فقد بدأت بعض الأحياء مبادرات تعتمد على الطاقة الشمسية كحل بديل، في ظل انسداد الأفق أمام الحلول التقليدية.
تعهدات والي الخرطوم وإن حملت في طياتها جرعة أمل، إلا أنها تصطدم بواقع معقد على الأرض، فشبكة الكهرباء مدمرة، والمحطات معطلة، والتمويل غائب. لكن رغم ذلك، يبقى الأمل قائمًا بأن تتحول الكلمات إلى أفعال، وتُضيء الكهرباء مجددًا شوارع العاصمة.