
تصريحات عسكرية تحذر من اختراق الولاية الشمالية
متابعات _ الهدهد نيوز _ أكد قائد استخبارات الفرقة 19 مشاة، العقيد عادل علي حسن نوري، استقرار الأوضاع الأمنية في الولاية الشمالية، رغم التصعيد الأخير الذي شهدته منشآت حيوية في المنطقة خلال اليومين الماضيين. وأكد نوري، خلال زيارة تفقدية للقوات المنتشرة في خطوط الدفاع المتقدمة، أن القوات المسلحة السودانية تظل يقظة ومستعدة للتعامل مع أي تهديدات محتملة، مضيفًا: “لن نسمح بأن تدنّس المليشيا شبراً من أراضي الولاية، فأمن الشمالية خط أحمر لا يمكن تجاوزه”.
وفي تطور ميداني لافت، أعلنت قيادة الفرقة 19 مشاة أن سد مروي الاستراتيجي تعرّض صباح الخميس 19 يونيو 2025 لهجوم نفذته طائرات مسيّرة انتحارية حاولت استهداف المنشأة دون أن تنجح في ذلك. وذكرت القيادة أن الدفاعات الأرضية تعاملت مع التهديد وأسقطت الطائرات المسيّرة قبل أن تحقق أهدافها، مشيرة إلى عدم وقوع أي خسائر بشرية أو مادية جراء الهجوم، في حين لم تعلن أي جهة حتى اللحظة مسؤوليتها عن العملية.
كما أفاد شهود عيان في مدينة عطبرة بأن أجواء المدينة شهدت صباح الخميس تحليق طائرات مسيّرة في محيط مطار عطبرة، ما دفع المضادات الأرضية إلى إطلاق عدة قذائف تجاه الأجسام الجوية المشبوهة، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من توسع نطاق الهجمات الجوية لتطال منشآت البنية التحتية في شمال السودان.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتهم فيه القوات المسلحة السودانية قوات الدعم السريع باللجوء المتزايد إلى استخدام طائرات مسيّرة انتحارية وبعيدة المدى لاستهداف منشآت مدنية وخدمية، بما في ذلك محطات الكهرباء ومستودعات الوقود والمرافق الحيوية. وحتى الآن، لم تُصدر قوات الدعم السريع تعليقاً رسمياً على هذه الاتهامات، وسط قلق متزايد من تداعيات هذه العمليات على الاستقرار في المناطق الشمالية.
ويُعد سد مروي أحد أبرز المنشآت الاستراتيجية في السودان، إذ يغذي مناطق واسعة من البلاد بالطاقة الكهربائية ويقع في موقع بالغ الأهمية شمالي البلاد. وتعرض السد خلال الأشهر الماضية لهجمات مماثلة أخرجت بعض وحداته من الخدمة مؤقتاً، قبل أن يتم إصلاحها وإعادتها للعمل بعد تدخل فرق الصيانة المختصة.
هذا التصعيد يعكس تحوّلاً نوعياً في مسرح العمليات الحربية، مع انتقال الهجمات إلى أهداف استراتيجية تقع خارج المناطق التقليدية للاشتباك، وهو ما يطرح تحديات إضافية أمام الجيش السوداني في حماية البنى التحتية الحيوية ومنع انهيار الخدمات الأساسية في خضم الصراع المستمر.