مصدر يكشف تفاصيل وشيكة عن عقوبات أمريكية على السودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ واشنطن – 12 مايو 2025 – قالت وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح خاص ، إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرًا على السودان ستدخل حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك عقب نشر القرار في الجريدة الرسمية للحكومة الأميركية، وهي الخطوة القانونية الأخيرة التي تسبق بدء التطبيق الفعلي لتلك العقوبات.
وكانت واشنطن قد أعلنت في 22 مايو الماضي عن فرض حزمة من العقوبات الاقتصادية على السودان، تضمنت قيودًا على الصادرات الأميركية، بالإضافة إلى تقييد إمكانية حصول السودان على خطوط ائتمان دولية. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب اتهامات وُجهت للجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية في النزاع المسلح المستمر بينه وبين قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية أن تنفيذ العقوبات سيكون مباشرة فور نشر الإشعار المتعلق بها في الجريدة الرسمية، وهو ما يُتوقع أن يتم خلال أيام معدودة. وأضاف أن هذه العقوبات تأتي ضمن جهود الحكومة الأميركية لمحاسبة الأطراف المتورطة في انتهاكات خطيرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات خضعت لفترة مراجعة استمرت أسبوعين لإخطار الكونغرس الأميركي، وفقًا للإجراءات الدستورية المتبعة.
في المقابل، نفت الحكومة السودانية والقيادة العامة للقوات المسلحة بشكل قاطع استخدام أية أسلحة كيميائية خلال العمليات العسكرية الجارية في مختلف مناطق البلاد. وأكدت في تصريحات رسمية أن هذه المزاعم لا تستند إلى أي دلائل موثوقة، معتبرة أنها حملة سياسية تهدف إلى تشويه صورة الجيش السوداني في المحافل الدولية.
ورغم هذا النفي الرسمي، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في 29 مايو الماضي قرارًا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، تضم ممثلين عن وزارتي الدفاع والخارجية وجهاز المخابرات العامة، وذلك بغرض التحقق من دقة المزاعم المتعلقة باستخدام أسلحة محظورة، في محاولة لإثبات الشفافية والامتثال للقوانين الدولية.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قد نشرت في وقت سابق من هذا العام تقريرًا استند إلى ما قالت إنها إفادات أربعة مصادر استخباراتية أميركية، ذكرت أن الجيش السوداني استخدم مواد كيميائية في هجومين منفصلين ضد قوات الدعم السريع في مناطق نائية.
وفي تطور متصل، قالت قوات الدعم السريع إنها وثّقت استخدام الجيش للأسلحة الكيميائية في ما لا يقل عن 11 موقعًا مختلفًا، من بينها مناطق بولايات سنار والجزيرة والخرطوم وشمال دارفور، وأكدت أنها قامت بإخطار الأمم المتحدة بهذه الحوادث عبر تقارير رسمية.
وتأتي هذه الاتهامات والعقوبات الأميركية في وقت يشهد السودان واحدة من أعقد وأخطر الأزمات السياسية والإنسانية في تاريخه الحديث، وسط مخاوف متزايدة من تصعيد الصراع المسلح واتساع رقعة الانتهاكات بحق المدنيين، ما قد يؤدي إلى المزيد من الضغوط الدولية على الأطراف المتنازعة.
