
اختفاء مئة شاب في ظروف غامضة بالفاشر
متابعات _ الهدهد نيوز _ احتجزت مليشيا الدعم السريع نحو 100 شخص في مدينة الفاشر بشمال دارفور، بعد أن استدرجتهم أثناء محاولتهم مغادرة المدينة المحاصرة، وفق ما أفاد به مسؤول في حركة تحرير السودان التي يتزعمها مني أركو مناوي، في تصريحات خاصة يوم الخميس. وذكر محمد آدم كش، رئيس الحركة بولاية شمال دارفور، أن المجموعة التي تضم عشرات الشبان تم اقتيادها من منطقة “قرني” الواقعة شمال غرب الفاشر، وأُعيدوا إلى شرق المدينة، حيث جرى احتجازهم في أحد المقار التابعة للدعم السريع.
وتصاعدت عمليات النزوح من مدينة الفاشر خلال الأسابيع الأخيرة، نتيجة لتردي الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع، في ظل انعدام الغذاء والدواء، وإغلاق الطرق المؤدية إلى المدينة، ومنع دخول المساعدات الإغاثية، وذلك منذ بدء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ أبريل 2024.
وبحسب كش، فإن عملية الاستدراج تمت يوم الأربعاء، حيث استخدمت مليشيا الدعم السريع شاحنة من طراز “ZS” وثلاث مركبات قتالية لنقل المحتجزين إلى الموقع الذي تم اقتيادهم إليه. وأكد أن المعلومات التي تلقتها الحركة تشير إلى أن الشبان الذين جرى اعتقالهم تم نقلهم إلى معسكرات تابعة للدعم السريع، بهدف إخضاعهم للتجنيد القسري، تمهيداً لإرسالهم إلى خطوط المواجهة في مناطق القتال.
وفي السياق ذاته، أفادت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني والمتمركزة في الفاشر، أن مليشيا الدعم السريع كثّفت خلال الأيام الأخيرة من عمليات الاستقطاب والتجنيد في صفوف المدنيين، وخاصة الشباب، من خلال استدراجهم إلى منطقة “قرني” بحجة تقديم المساعدات الإنسانية، قبل أن يتم عزل النساء والأطفال وترحيلهم إلى مناطق شقرة وطويلة، بينما يُؤخذ الرجال والشبان إلى مناطق مثل الخوي بغرب كردفان وشرق الفاشر لتجنيدهم قسرًا.
وأوضحت قيادة الفرقة أن الدعم السريع تسعى لكسب ثقة المواطنين بتوفير الغذاء في تلك المناطق النائية، كما تتيح للمحتجزين التواصل مع أسرهم عبر وسائل اتصال تُوفرها القوات، في محاولة للتقليل من المخاوف. إلا أن الجيش حذّر السكان من مغبة الوقوع في فخ هذه “المخططات” التي وصفها بالإجرامية، مشددًا على ضرورة التزام المواطنين بالحذر وعدم الانجرار وراء وعود المليشيات.
وتأتي هذه التطورات في وقت يزداد فيه التوتر بمدينة الفاشر، وسط تصاعد أعمال العنف وانهيار متسارع في الوضع الإنساني، ما ينذر بكارثة وشيكة إذا لم يتم التدخل لفتح ممرات آمنة وتسهيل دخول الإغاثة الإنسانية إلى المدينة المحاصرة. من جهته، حمّل محمد آدم كش مليشيا الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامة المحتجزين، داعيًا المجتمع المحلي والدولي إلى التحرك العاجل لحمايتهم، ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تُمارس بحق المدنيين في دارفور.