تعرف علي دكتور الكرة السودانية وأسطورة المريخ الخالدة
متابعات _ الهدهد نيوز _ لا تزال الجماهير السودانية تحتفظ بالكثير من الحنين والتقدير لنجوم الزمن الجميل في كرة القدم، وفي مقدمتهم كمال عبد الوهاب، أحد أبرز نجوم المستطيل الأخضر خلال فترة السبعينيات، والذي ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بنادي المريخ العاصمي، وكان أحد الأعمدة الراسخة لجيل المريخ الذهبي الذي حقق إنجازات لامعة محلياً وقارياً.
وُلد كمال عبد الوهاب في مدينة أم درمان، المعروفة بثرائها الرياضي والثقافي، ونشأ في بيئة كروية مشبعة بعشق كرة القدم، ما ساهم في صقل موهبته منذ الصغر. لعب في مركز الهجوم، وتميّز بقدراته الفائقة على المراوغة والتحكم في الكرة، فضلاً عن دقة تسديداته التي مكّنته من إحراز أهداف حاسمة في أوقات فارقة من المباريات.
نال كمال عبد الوهاب لقب “دكتور الكرة السودانية”، وهو لقب لم يُمنح عبثاً، بل نتيجة أدائه الذكي والمباغت في أرض الملعب، حيث كان يشكل تهديداً دائماً على دفاعات الفرق المنافسة، ويصعب إيقافه بمجرد امتلاكه الكرة. تفنن في تمريراته، وتحركه السلس، وتمركزه داخل منطقة الجزاء، ما جعله محط أنظار الجماهير والإعلام في ذلك الوقت.
وقد لعب عبد الوهاب دوراً محورياً في تتويج نادي المريخ بعدة بطولات محلية، وكان أحد الركائز التي بُني عليها فريق الأحلام، إلى جانب أسماء لامعة مثل مصطفى سيماوي، ولاحقاً حامد بريمة. وداخل المستطيل الأخضر، شكّل ثنائيات هجومية خطيرة، وساهم في رفع هيبة المريخ على الساحة الكروية، في فترة شهدت تنافساً محتدماً مع غريمه التقليدي الهلال.
وعلى مستوى المنتخب الوطني، مثّل كمال عبد الوهاب السودان في عدد من المنافسات القارية والدولية. ورغم أن فترة تألقه جاءت بعد التتويج التاريخي بكأس الأمم الإفريقية عام 1970، إلا أنه ساهم في الحفاظ على إرث الكرة السودانية، ورفع راية السودان في محافل عدة.
يُعتبر كمال عبد الوهاب من الشخصيات الرياضية التي أثّرت بشكل بالغ في تشكيل وعي جماهير الكرة السودانية، وخلّد اسمه في ذاكرة المريخاب، بفضل ولائه للنادي، وأدائه المميز، وحرصه على تمثيل السودان بأفضل صورة. ورغم اعتزاله منذ عقود، إلا أن ذكراه لا تزال حاضرة في وجدان كل من عاشوا تلك الحقبة الذهبية من تاريخ كرة القدم السودانية.
