
نقلة استراتيجية بين مصر والسودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ أعلنت وزارة النقل المصرية عن تحقيق تقدم كبير في مشروع تطوير الرصيف النهري بميناء وادي حلفا في شمال السودان، حيث بلغت نسبة التنفيذ حتى الآن نحو 69%. ويأتي هذا التطوير ضمن خطة استراتيجية موسعة تهدف إلى رفع كفاءة البنية التحتية للميناء، بما يسهم في تسهيل حركة التبادل التجاري بين مصر والسودان، ويعزز من كفاءة النقل متعدد الوسائط في إطار مشروع الربط السككي الطموح بين البلدين.
وتشمل أعمال التطوير الحالية صيانة شاملة للمساعدات الملاحية على طول الممر النهري الذي يمتد لمسافة 350 كيلومترًا بين مدينة أسوان المصرية وميناء وادي حلفا، وذلك بهدف تحسين مستوى الأمان الملاحي، وتسهيل حركة نقل البضائع والمسافرين عبر هذا الطريق الحيوي الذي يمثل شريانًا تجاريًا مشتركًا بين البلدين.
ويُعد هذا المشروع أحد مكونات مبادرة الربط السككي بين مصر والسودان، التي تحظى بدعم وتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، في إطار سعي مشترك لتعزيز التكامل الإقليمي بين دول وادي النيل، وتحقيق التنمية المستدامة عبر شبكة نقل حديثة ومترابطة تساهم في رفع كفاءة التبادل التجاري، وتيسير حركة الأفراد والبضائع عبر الحدود.
في سياق متصل، ناقشت الجهات المعنية في البلدين التعديلات الأخيرة المتعلقة برسوم العبور في المنافذ والمعابر الحدودية، وذلك ضمن جهود لتقليل التحديات التي تواجه حركة النقل وتسهيل العبور بين مصر والسودان. وأسفرت تلك المباحثات عن الاتفاق على تشكيل لجنة تشغيلية مشتركة تُعنى بمتابعة الأداء وحل المشكلات الفنية والإجرائية في نقاط العبور، بهدف تقليص زمن الانتظار وتحسين انسيابية حركة الشاحنات والمسافرين.
ويمثل ميناء وادي حلفا نقطة محورية في منظومة التعاون التجاري واللوجستي بين مصر والسودان، حيث يُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تحوله إلى مركز إقليمي للنقل النهري والبري، يخدم التجارة بين شمال وشرق إفريقيا. كما تؤكد جهات النقل في البلدين التزامها الكامل بتحقيق المعايير الفنية والبيئية المطلوبة في جميع مراحل التنفيذ، وذلك بالتنسيق مع لجان فنية متخصصة تتابع المشروع بشكل دقيق.
ويُنظر إلى مشروع الربط السككي باعتباره أحد المشروعات الاستراتيجية الكبرى في المنطقة، ليس فقط لكونه يعزز من فرص التكامل الاقتصادي بين القاهرة والخرطوم، وإنما أيضًا لأنه يمهّد الطريق أمام خلق فرص عمل جديدة، وزيادة حركة التصدير والاستيراد، وتوسيع النشاط التجاري عبر هذا المحور الحيوي الذي يمثل أفقًا واعدًا لمستقبل النقل بين البلدين.