
جبريل: لا حكم بالقوة
متابعات _ الهدهد نيوز _ قال رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية السوداني، الدكتور جبريل إبراهيم، إن مشروع حكم السودان بالقوة الجبرية قد انتهى بشكل نهائي منذ الخامس عشر من أبريل 2023، مشددًا على أن العمليات العسكرية الجارية في مناطق كردفان ودارفور تتم وفق خطة مدروسة وبعيدة عن ردود الفعل العشوائية. وأكد أن الجيش السوداني والقوات المشتركة تحقق تقدماً واضحاً على الأرض في عدد من المحاور.
وأوضح الدكتور جبريل، في مقابلة صحفية مع جريدة الكرامة، أن متحرك “أسود الصحراء” نجح في كسر شوكة الميليشيات بمدينة الخُوي، وأنه في طريقه للتقدم نحو النهود ثم الفاشر لفك الحصار عنها. كما أشار إلى أن متحرك “الصياد” بات على وشك تأمين الطريق الرابط بين الأبيض – الدلنج والأبيض – كادوقلي، تمهيدًا للتحرك نحو أبو زبد وبابنوسة، وهو ما يعكس تقدمًا ميدانيًا استراتيجيًا في اتجاه الغرب.
وأكد أن مسار العمليات العسكرية منذ اندلاع الحرب يتجه نحو الغرب، وأن نهايتها ستكون في دارفور، مضيفًا أن قطع الإمدادات القادمة من ليبيا يمثل جزءًا رئيسيًا من الخطة العسكرية لإضعاف قدرات الميليشيات.
وفي رسالته للمجتمع الدولي، لفت وزير المالية إلى أن أي رهان على مشروع الحكم بالقوة في السودان بات عديم الجدوى، قائلاً إن التعويل على انتصار الميليشيات المسلحة ما هو إلا “حرث في البحر”. كما وجه رسالة واضحة إلى الحكومة التشادية، مؤكدًا أن 99% من الشعب التشادي يعارض دعم حكومته لقوات الدعم السريع عبر تسليحها من قبل الإمارات وتوفير ملاذات آمنة لقياداتها، محذرًا من أن استمرار هذا الدعم قد يؤدي إلى تهديد استقرار تشاد نفسها.
وفيما يخص مشاركة حركة العدل والمساواة في الحرب، شدد جبريل على أن الحركة لا تسعى لتضخيم دورها، لكنها لن تقبل بخسارة حقها المشروع في الدفاع عن السودان. وأوضح أن كل الانتصارات الميدانية تُنسب إلى الجهود المشتركة بين القوات المسلحة والقوات الحليفة لها، مؤكدًا أن النصر النهائي يتطلب وحدة الصف والتنسيق الكامل.
وكشف الدكتور جبريل إبراهيم عن نية الحركة التحول إلى حزب سياسي عقب انتهاء الحرب، مؤكداً أن دمج القوات التابعة للحركة في الجيش القومي يمثل ضرورة قصوى لبناء مؤسسات عسكرية موحدة تضمن الأمن والاستقرار في البلاد. وأضاف أن الحركة كانت قد أعلنت في وقت سابق نيتها خوض تجربة حزبية جماهيرية، إلا أن تطورات الحرب عطلت هذه الخطة، لكنها لا تزال قائمة والاستعدادات جارية لتحقيقها في المستقبل القريب.
ونفى جبريل إبراهيم ما يُثار بشأن وجود خلافات بين القوات المشتركة والقوات النظامية، واصفاً هذه الادعاءات بأنها محض شائعات تهدف إلى ضرب وحدة الصف. وأكد أن جميع القوات مدركة لمسؤوليتها الوطنية في الحفاظ على وحدة السودان، وأن التعاون بين مختلف القوى العسكرية والسياسية هو السبيل الوحيد لضمان استقرار البلاد وإنهاء الصراع بشكل شامل.
واختتم حديثه بالتشديد على أن القوات الوطنية عازمة على تحرير السودان من الميليشيات المسلحة، وأن المستقبل السياسي للبلاد مرهون بوحدة الصف والتكاتف لبناء مؤسسات قوية تضمن السلام والتنمية.