
الصمغ العربي في خطر!
متابعات _ الهدهد نيوز _ اختتم معهد بحوث الصمغ العربي ودراسات التصحر بجامعة كردفان، في مدينة الأبيض، أعمال الورشة التدريبية المتخصصة في الإدارة المستدامة للصمغ العربي تحت عنوان “الفرص والتحديات”، وسط مشاركة واسعة من الشركاء والمهتمين والفاعلين في القطاع الغابي، وذلك في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد نتيجة الحرب وآثارها المدمرة على الموارد الطبيعية.
وتناولت الورشة، التي استمرت عدة أيام، التحديات الهيكلية والبيئية التي تواجه قطاع الصمغ العربي، خاصة في ظل الانكماش الاقتصادي، وتراجع نشاط الاستزراع، وتأثر سلاسل التوريد والتصدير. واعتبر القائمون على الورشة أن هذا اللقاء الفني جاء بمثابة إنذار مبكر لواقع حزام الصمغ العربي الذي يواجه تهديدات جدية بسبب النزاع، مما يتطلب تحركًا عاجلًا لإعادة إحيائه وضمان استدامته كمورد استراتيجي حيوي.
وخلصت الورشة إلى عدد من التوصيات العملية، من أبرزها ضرورة توحيد وتكامل الجهود بين المؤسسات والجهات الفاعلة لإعادة تأهيل حزام الصمغ العربي، إلى جانب أهمية التوجه نحو التصنيع المحلي وعدم الاكتفاء بتصدير الصمغ في صورته الخام، وهو ما من شأنه أن يرفع من القيمة المضافة ويعزز فرص التنمية المستدامة في المجتمعات المنتجة.
كما شددت التوصيات على أهمية إدخال التقنيات الحديثة في عمليات الاستزراع والحصاد، وتكثيف برامج التدريب المستمر للمنتجين، خاصة فئة الشباب، بما يضمن نقل المهارات والمعارف اللازمة لمواكبة التحديات البيئية والاقتصادية. وطالبت الورشة بضرورة الالتزام بتنفيذ مشاريع المسؤولية المجتمعية في مناطق الإنتاج، وتحقيق معايير الجودة في مختلف مراحل السلسلة الإنتاجية، لضمان وصول الصمغ السوداني إلى الأسواق العالمية بمعايير تنافسية.
من جانبه، أعرب الدكتور حمدون علي عبد الرحمن، عميد معهد بحوث الصمغ العربي ودراسات التصحر، عن شكره للمشاركين، مشيدًا بالنقاشات البنّاءة التي شهدتها الورشة، والتي قال إنها ستكون نقطة انطلاق لأعمال استراتيجية تهدف إلى حماية هذا المورد الوطني المهم. وأكد أن إدارة المعهد ستعمل على رفع التوصيات إلى الجهات العليا المعنية، من أجل إطلاعها على حجم التحديات وطرح حلول واقعية قائمة على تشخيص علمي وميداني دقيق.
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور حمدون كافة الشركاء إلى تعزيز التعاون وتوحيد الجهود من أجل دعم سلسلة القيمة الخاصة بالصمغ العربي وتطوير القطاع بما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستقرار البيئي والاجتماعي في المناطق الريفية التي تعتمد عليه كمصدر أساسي للعيش والتنمية.