إعلان
منوعات

صحيفة عالمية التحالف السياسي الجديد في السودان: ميثاق “الدعم السريع” يعمق الانقسام ويثير التحذيرات

الهدهد نيوز

إعلان

الانمتابعات _ الهدهد نيوز _ في خطوة أثارت ردود فعل واسعة، أعلنت جماعات سياسية وحركات مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع عن توقيع ميثاق سياسي في العاصمة الكينية نيروبي ليلة السبت – الأحد، يهدف إلى تشكيل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية للدعم السريع. الميثاق الذي ينص على جعل السودان “دولة علمانية وديمقراطية ومركزية”، يعكس التطورات المتسارعة في النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي يشهد تصاعدًا في المواجهات العسكرية على جبهات عدة، خاصة في الخرطوم.

إعلان

منذ اندلاع النزاع العسكري في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفر الصراع عن مقتل الآلاف من المدنيين والعسكريين ودمار واسع في البنية التحتية للبلاد، إضافة إلى نزوح ملايين الأشخاص، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

التعديلات الدستورية والتداعيات السياسية

إعلان

في وقت سابق، أقدمت الحكومة السودانية على تعديل الوثيقة الدستورية للبلاد، حيث تم حذف الإشارة إلى الشركاء المدنيين السابقين وقوات الدعم السريع، في خطوة تهدف لتعزيز سيطرة الجيش. التعديلات جاءت بعد إعلان البرهان استعداد الجيش لتشكيل “حكومة تصريف أعمال أو حكومة حرب” خلال المرحلة الانتقالية المقبلة. وقد أثارت هذه التعديلات انتقادات واسعة واحتجاجات من قبل العديد من القوى السياسية.

في نفس السياق، استدعت وزارة الخارجية السودانية السفير السوداني لدى كينيا للتشاور بعد استضافة نيروبي لاجتماعات قوات الدعم السريع وحلفائها التي أدت إلى توقيع الميثاق السياسي. الحكومة السودانية اعتبرت أن تلك الاجتماعات تمثل دعمًا لكينيا للمليشيا المتمردة، مشيرة إلى أن نيروبي أصبحت مركزًا رئيسيًا للأنشطة السياسية والدعائية للمليشيا.

إعلان

تحالف “الدعم السريع”: مكونات متنوعة وأهداف متباينة

التحالف الذي وقع الميثاق السياسي يتضمن مجموعة من الحركات السياسية المسلحة، بالإضافة إلى شخصيات بارزة مثل محمد حسن التعايشي والطاهر حجر، الذين كانوا أعضاء في مجلس السيادة السوداني السابق. كما يشمل التحالف قادة الحركات المسلحة مثل حركة العدل والمساواة والحركة الشعبية شمال، وكذلك شخصيات من الأحزاب السياسية مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وحزب الأمة القومي.

ورغم هذه المكونات المتنوعة، يرى العديد من المحللين أن التحالف يواجه تحديات كبيرة تتعلق بتباين الرؤى والمصالح بين أعضائه. المحلل السياسي مجدي عبد القيوم أشار إلى أن هذا التحالف قد يواجه صعوبة في تشكيل حكومة فعلية بسبب التناقضات بين القوى المكونة له. وأضاف أن هذا التحالف يشبه العديد من التحالفات الأخرى الموجودة في الساحة السودانية، دون أن يكون له تأثير ملموس أو قادر على تغيير معادلات السلطة في البلاد.

الرفض الحكومي ودعوات للسلام

من جهته، أكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف أن الحكومة السودانية “لن تعترف” بأي حكومة موازية، مشددًا على أن هذا التحالف ليس له شرعية في ظل الوضع الحالي. وتابع وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر بأن الشعب السوداني، خاصة في مناطق دارفور وجنوب كردفان، قادر على التصدي لهذه المحاولات، مؤكدًا أن أي اتفاق خارج البلاد لن يكون له أي تأثير على الواقع السوداني.

من جانب آخر، أعرب إبراهيم مخير، مستشار قائد قوات الدعم السريع، عن أن الوضع الحالي في السودان يعكس انقسامًا حادًا بين الجيش السوداني والدعوات الشعبية للتغيير. مخير أشار إلى أن “الدعم السريع” يسعى لتوسيع دائرة المشاركة السياسية وفتح المجال أمام المدنيين للانخراط في مفاوضات مع الحكومة السودانية، بعد فشل العديد من المبادرات السابقة في الوصول إلى حل سياسي شامل.

الآفاق المستقبلية

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى نجاح التحالف الجديد في تشكيل حكومة مستقلة، خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه. يبدو أن الفترة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للمفاوضات السياسية في السودان، وسط استمرار النزاع العسكري الذي يهدد بتفكيك وحدة البلاد أكثر.

تابعنا على واتساب
إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى