
متابعات _ الهدهد نيوز _ في خطوة تهدف لتخفيف معاناة المدنيين في مناطق النزاع بالسودان، اقترحت دولة الإمارات العربية المتحدة وقفًا لإطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك، بهدف تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر، التي تعاني من حصار خانق في ظل الأزمة الحالية. ووفقًا لوكالة “رويترز”، فقد تم طرح هذا المقترح في إطار الجهود الإنسانية الدولية لدعم المتضررين من النزاع المستمر في مناطق عدة من البلاد.
إلا أن هذا الاقتراح قوبل برفض من قبل رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي أشار في خطاب له إلى أن الأوضاع في الفاشر تتجاوز مسألة إيصال المساعدات الإنسانية فقط. البرهان أبدى تشككه في النوايا وراء المبادرة، متسائلًا: “هل الهدف هو تسمين الأهالي بالمساعدات فقط ليتم ذبحهم في العيد مثل الأضاحي؟”.
وأكد البرهان أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مشروطًا بشروط واضحة تضمن حماية المدنيين وحفظ الأمن في البلاد. وأوضح أن من أبرز هذه الشروط هو فك الحصار المفروض على مدينة الفاشر، بالإضافة إلى ضرورة انسحاب الميليشيات من الخرطوم وبعض مناطق غرب كردفان وولايات دارفور، وهو ما اعتبره جزءًا من استراتيجية أوسع لضمان استقرار الوضع في البلاد.
الرفض السوداني للمقترح الإماراتي جاء في وقت حساس، حيث تعاني العديد من المناطق في دارفور من ظروف إنسانية قاسية، وسط استمرار العمليات العسكرية في مختلف محاور النزاع. ويشير العديد من المراقبين إلى أن البرهان كان حريصًا على التأكيد أن أي مفاوضات أو هدنة ينبغي أن تواكبها إجراءات عملية وفعلية لضمان الوصول إلى حلول شاملة.
وتعكس هذه المواقف المواقف المعقدة التي تشهدها الساحة السودانية في الوقت الراهن، حيث تتشابك الاعتبارات الإنسانية مع المعطيات العسكرية والسياسية في ظل صراع طويل الأمد.