منوعات _ الهدهد نيوز _ مما أضحكني في حيٍ سكني يقتصر فيه الوجود على الأسر فقط، كان هناك شخص واحد يُعرف بـ “العزابي”، حيث كان الجميع يطلقون عليه هذا اللقب، حتى أصبحت العديد من الأماكن المحيطة به تحمل هذا الاسم. فمثلاً، تم تسمية الشارع الذي يمر بجانب بيته بـ “شارع العزابي”، وكذلك الشجرة القريبة منه “شجرة العزابي”، بالإضافة إلى الدكان الذي يقع بجانب منزله الذي أصبح يعرف بـ “دكان العزابي”. حتى محطة الحافلات القديمة التي تتوقف بالقرب من بيته تم تسميتها بـ “محطة العزابي”، وكذلك كان الجيران يسمون عبد الله المشلخ بـ “جار العزابي”.
لم يعد العزابي يطيق هذا اللقب الذي أصبح يلاحقه في كل مكان، فقرر أن يغير حياته ويتزوج. فتوجه إلى قريته وتزوج ابنة عمه، وأخذها للسكن في نفس البيت القديم. ولكن بعد فترة، وعندما عاد من عمله يوماً ما، فوجئ بوجود مجموعة من النسوة أمام منزله وهن يحملن الطعام. وعندما سأل إحداهن عن السبب، ردت قائلة: “لا شيء، نحن فقط في طريقنا لتناول الغداء مع مرَّة العزابي!” مما أثار ضحك الحضور مما أضحكني.
هذه القصة تذكّرنا بعساكر الدعم السريع : “عندما تعمل وسط أجواء غير ملائمة لك، ستظل غير مرتاح طوال حياتك”، مثل حال بعض عساكر الدعم السريع الذين يعملون في مواقف غير مناسبة لهم، وحتي إذا تركوا العمل مع الدعم السريع، تظل أصوات تحاصرهم “امشي يا دعامي” تلاحقهم أينما ذهبوا.
مهند عباس