ما هي السيناريوهات المتوقعة وآفاق التسوية للأزمة السودانية؟
أكملت المواجهات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في السودان، شهرها الثالث، دون توصل الطرفين إلى حلول في محادثات جدة برعاية السعودية وأمريكا، في وقت تشتد فيه المعارك يوماً بعد الآخر، ما أسفر عن آلاف القتلى والجرحى وسط المدنيين، وأدت إلى نزوح ولجوء الملايين داخل وخارج البلاد.
وحسب بيان صادر عن قوات الدعم السريع، “اندلعت المعارك في عدة مواقع شمال مدينة الخرطوم بحري، خصوصاً شارع الإنقاذ، بين قوة من الجيش وقوات الدعم السريع، استمرت لساعات، تزامنت معها غارات جوية وتحليق مكثف للطائرات أدت لمقتل المئات من قوات الجيش”.
وأبدى قائد قوات الدعم السريع السودانية، الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الاثنين، في تسجيل صوتي بثه عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”، تمسكه بـ”خيار السلام والاستقرار في دولة الحرية والعدالة والمساواة”.
وجدد المتحدث الرسمي باسم العملية السياسية في السودان، خالد عمر سلك، الثلاثاء، تمسكهم بخيار الحل السياسي السلمي الشامل، مؤكدا أن هنالك بعض المؤشرات ترجح هذا الخيار .
ويعتقد القيادي بحركة العدل والمساواة، حسن إبراهيم فضل، أن “وضع السودان مفتوح على جميع السناريوهات”، مشيرا إلى أن “الجميع وصل لقناعة أن الحرب يجب أن تقف اليوم قبل الغد لأن تكلفتها البشرية والمادية والسياسية أكبر بكثير من مغامرة المغامرين الذين أشعلوها”.
وقال فضل لـ”إرم نيوز” إن “الفضائع التي ارتكبت بحق المدنيين في العاصمة الخرطوم والجنينة في غرب البلاد وضعت الأزمة السودانية في المجهر الدولي ووضعت القوى السياسية في مسؤولية سياسية وأخلاقية، وأن وقف إطلاق النار سواء كان بتدخل دولي أو حوار بين الأطراف السودانية هو السيناريو المرجح والأقرب خاصة مع تحركات دول الجوار السوداني”.
ويرجح المحلل السياسي، صلاح باب الله، جلوس طرفي النزاع على طاولة التفاوض برعاية من دول الجوار، وقال باب الله لـ”إرم نيوز”، إنه “ربما يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة بعملية إدماج خلال سنوات يتفق عليها بين الطرفين من خلال عملية التفاوض الجارية”.
وكان طرفا الصراع العسكري قد رحبا بمخرجات قمة دول الجوار السوداني التي انعقدت بالعاصمة المصرية القاهرة، ودعت إلى وقف الحرب، وكانت وسائل إعلام سودانية نقلت تصريحات عن نائب القائد العام للجيش السوداني الفريق شمس الدين كباشي الأسبوع الماضي، أكد فيها انفتاح القوات المسلحة على أية مبادرة جادة لوقف الحرب والمحافظة على السيادة الوطنية ودعم الحوار المفضي لتشكيل حكومة انتقالية مدنية.