تقرير خطير يكشف الوضع الصحي في السودان

0

الهدهد نيوز

إعداد : مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام .

تمهيد

١. بتجاوز الحرب في الخرطوم اسبوعها الخامس ظلت الخدمات الصحية تشهد تراجعا كبيراً تاثرا بظروف الحرب، وبالتعدى المستمر على مؤسسات القطاع الصحى والكادر العامل فيها .
٢ اعتباراً لقلة المراصد المعنية بالاحوال الصحية ووقوفا على واقع الاحوال بشهادة العيان أ جرت شبكة الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الراي العام دراسة ميدانية عن الواقع الصحي ومدى تأثره بمجريات وأحداث الحرب .

اولاً: الاحصاءات والمستشفيات

١ وفق تقرير وزارة الصحة ولاية الخرطوم فان عدد الاصابات المسجلة بلغت 3559 حالة استقبلت المستشفيات الحكومية منها 1743 حالة ،ومستشفيات القطاع الخاص 1816 حالة.

٢. من حيث عدد الوفيات فحين اعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم ان عدد الاصابات بلغت 261 حالة وفاة استقبل القطاع الحكومي منها 116 حالة واستقبل القطاع الصحى الخاص منه 145 حالة .. في حين ذكرت الاحصاءات التى اصدرتها نقابة الاطباء أنها بلغت 822 حالة وتقول النقابة انها تشمل ولايات الخرطوم – شمال كردفان ولاية غرب دارفور.

٣. العمليات الكبيرة وتشمل استخراج الأعيرة النارية والشظايا من الرأس والعنق والصدر والبطن والبتر بلغت 1116 ، منها 822 حالة بالقطاع الحكومي وبمستشفيات القطاع الخاص294 حالة .

٤. السعة السريرية المتوفرة للمرضى حاليا للمرضي بمستشفيات ولاية الخرطوم العاملة في القطاعين العام والخاص لاتتجاوز ال4300 سريرا من أصل 8960 سريرا فيما قبل الحرب بينما بلغ المرضي حاليا بغرف العناية المركزة 101 حالة منها 76 حالة بالمستشفيات الحكومية ، و25 حالة بمستشفيات القطاع الخاص.

٥. مراكز الكلى العاملة 20 مركز حكومي من اصل 34 مركز .. اما المراكز الصحية المرجعية العاملة الان فعددها 61 مركز من مجمل 81 تتوزع على المحليات السبع .. و مراكز طب الاسرة التى تعمل منها 52 مركز من مجمل 101 وتعمل في مجال طب الاسرة ومراجعة الحوامل وتحصين الاطفال .

٦. عدد المستشفيات العاملة الان بالقطاعين العام والخاص 85 مستشفى من اصل 134 مستشفى بالقطاع العام والخاص

٧. منذ بدء الحرب قامت قوات الدعم السريع بالتعدى على اكثر من 24 مستشفى عام وخاص، وقامت بالتمركز فى بعض منها وتحويلها الى ثكنات عسكرية.

٨. من اهم المستشفيات التى تم احتلالها ،وسرقة اموالها ،ونهب ممتلكاتها ، والتمركز فيها واتخاذها ثكنات عسكرية . مستشفى الخرطوم – مستشفى التجاني الماحي – مستشفى الذرة – مستشفى الراقي _مستشفى الساحة _ مستشفى الانف والاذن والحنجرة – مستشفى الشعب – مستشفى الدايات – مستشفى شرق النيل . مستشفي افريقيا_ مستشفى الدوحة – المستشفى الكويتي)

٩. طال التعدى والسرقه والاعتداء على الكادر الطبي مستشفيات عديدة على راسها: ( _مستشفى امدرمان مستشفى بحري – مستشفى البراحة – مستشفى الاطباء – دار العلاج – مستشفى يستبشرون – مستشفى الوالدين – مستشفى احمد قاسم – مستشفى البان جديد_ ).

١٠. تعرضت مستشفيات للتوقف بسبب عدم توفر الكهرباء وعدم توفر الوقود ، ومن ضمنها : _المستشفى الدولى – مستشفى الراهبات مجمع مكة لطب العيون المستشفى التخصصى – مستشفيات شارع الحوادث_ .

١١. تعرضت المستشفيات العاملة الى اختطاف (21) عربة اسعاف واختطاف عدد (12) الكادر الطبي من عدد من المواقع واقتيادهم نحو جهات مجهولة .

١٢. أكثر التخصصات التى تضررت بسبب الحرب كانت فى مجال الاوارام – وطب الاطفال – وطب النساء والتوليد – أمراض القلب … فيما توقفت بشكل شبه كامل الخدمات العلاجية في مجال والأنف والاذن والحنجرة ، والأمراض النفسية والعصبية ،

ثانيا: الأمداد الدوائي
١.بشكل مباشر توقفت كل المصانع العاملة فى انتاج وتصنيع الادوية فى السودان وعددها (26) مصنعاً ثلاثة منها للغازات الطبيعية ، وعدد(2) للادوية البيطرية، وعدد(21) للأدوية البشرية وتنتج ما قدره 30-40% من جملة الاحتياج الدوائي سنوياً .

٢. قامت قوات الدعم السريع بمهاجمة مقر الأمدادات الطبية بالخرطوم ضاحية السجانه وأيقاف العمل فيه بل واغلاق الصيدلية الخارجية ، علماً أن الامدادات الطبيه هى الهيئة الحكوية التى تشرف على استيراد الأدوية كما تقوم تزامنا مع المجلس الاعلى للصيدلة والسموم بالمتابعة مع القطاع الخاص في إستيراد الادوية.

٣. الصيدليات التجارية الخاصة وعددها 1177 صيدلية ما تزال تغلق ابوابها بشكل دائم وعدد قليل منها يعمل لساعات محدودة في اليوم ووفق رصد متنوع قام به مركز الخبراء العرب فان نحواً من الصيدليات العاملة بدوام جزئي لايتعدى 25% .
وفق مشاهدات مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفيه داخل الصيدليات العاملة يقوم الصيادلة بمهام الأطباء وتقدير الحالة المرضيه للزائرين وصرف الادويه المناسبة وتردد على مسامعك كثيرا العبارة الاشهر (هذا الدواء بالاسم لايوجد .. ولكن هناك بديل).

٤. توقفت تماماً حركة توزيع الأدوية على الصيدليات الخاصة فى ظل عدم حضورمناديب الشركات تاثراً بتوقف المصانع ، وبالحالة الامنية العامة ،كما افادت المعلومات بأن أعداد مقدره من الصيدليات طالتها يد التخريب والسلب والنهب فى مناطق محطة 13 شرق النيل والحلفايا والمهندسين ، وشارع الحوادث الخرطوم وشارع الدكاترة والشهداء بامدرمان .

٥. بتاريخ 18 مايو اعلنت وزارة الصحة الاتحادية عبر الغرفه اللوجستية أن عدد 11 ولاية بالسودان تم توزيع الادوية لها وفقاً للمساعدات الواردة عبر مطار بورسودان وهي ( الخرطوم – الجزيرة – نهر النيل – النيل الابيض – البحر الاحمر – نار النيل الازرق – كسلا – القضارف –شمال كردفان – غرب كردفان ) ومن جملة ما تم تسليمه اكياس الدم والمحاليل الوريدية والمستهلكات الطبية بمعدل 10-15 طن للولاية ..

٦. بمبادرة من العديد من المنظمات الخيرية والشخصيات الوطنية ووزارة الصحة تم توفير كمايات مقدرة من عقار (البروغراف) المهم لزراعي الكلى وتم توزيعه على الولايات .

٧ بحسب استطلاعات مباشرة مع صيادلة يعملون فى القطاع الخاص والعام فان الأدوية المتوفرة على أرفف الصيدليات العاملة حالياً تناقصت بشكل كبير بما يقارب ال60% وتشير تقديرات غير رسمية ان المتوفر من الادوية داخل السودان لاسيما الادوية المنقذة للحياة قد لايكفى لمدة 45 يوماً.

ثالثاً :المعامل والمختبرات والمراكز التشخيصية :
١. في اليوم الثالث للاحداث قامت قوات الدعم السريع بالسيطرة على مباني المعمل القومي للصحة العامة والذى يحتوى على مسببات الحصبة والكوليرا وغيرها من المواد الخطيرة ، ويوجد به معمل يضم 25 قسماً تشخيصياً تشمل أقسام الباكتريا والفيروسات ،واقسام الصحة المهنية والمياه والانسجة والفطريات وغيرها فى وقت قال فيه وزير الصحة انه لايوجد حتى الان ثمة خطر بيولوجي على ولاية الخرطوم .. فيما يشير عدد من المختصين أن الوضع قد يختلف في حالة مااذا تم تفجير هذه الحواضن، وتوقعت منظمة الصحة العالمية أن الخرطوم قد تواجه خطراً بيولوجياً في الايام القادمة .

٢. المراكز التشخيصية والمعامل المستقلة فى القطاع الخاص وعددها حوالى (37) مركزاً توقفت كلها بلا استثناء ماعدا الاقسام التى تتبع لبعض المستشفيات العاملة وتعاني من اشكالات عديدة فى مجال المدخلات … واصبح من الشاق على المرضي الحصول على الخدمات التشخيصية المناسبه باستخدام تقنيات التصوير والاشعة والموجات الصوتية والرنين المغناطيسي والاشعة التداخلية. أو الخدمات المعلمية مثل فحوصات العد الدموى الشامل ، والتحاليل الاستقلابية الشامله وفحوصات اليوريا والهرمونات ،ووظائف الاعضاء وفحوصات الوراثه والاورام وغيرها.

رابعاً: الصحة العامة
١. تردي كبير في صحة البيئة وانفجار في انابيب الصرف الصحي بمنطقة العمارات وتراكم النفايات فى الطرق والاحياء.
توقف حملات الرش وانتشار كبير للباعوض والذباب في العديد من المناطق بولاية الخرطوم .

٢ تناثر العديد من الجثث وانتفاخها في مناطق مزارع الحلفايا ومدخل الكوبرى من جهة الشرق .

٣. افادت معلومات الرصد الميداني بظهور محدود لداء السعر بمحلية بحرى .
خامساً ملاحظات عامة :

١ غياب المراصد المتخصصة بمثل هذه الحالات يجعل من الصعب الحصول على المعلومات الكافية .

٢. تغيب معلومات الوضع الصحى فى الولايات تماما واكثر الولايات تاثر في الجانب الصحي هى: ولايات الخرطوم – غرب دارفور – جنوب دارفور – شمال كردفان –شمال دارفور .

٣ وجد العديد من اعضاء الكادرالطبي أشادات مقدرة من قبل المواطنين لصبرهم المستمر ومرابطتهم فى المستشفيات لزمن طويل.

٤. مشاهدات مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية أظهرت نقصاً كبيرا فى اعداد الاطباء والكادر المساعد وكادر التمريض.

٥. بدا وضحا أن القطاع الصحى واحد من أكثر القطاعات تاثراً بالحرب ، لاسيما في ظل تزايد التدهور فى مجال صحة البيئة .

سادساُ :اتجاهات الراي العام :

١ يدين الرأي العام بشدة ماتقوم به قوات الدعم السريع من تعدى على المستشفيات وتهديد منظومة العمل الصحى بالبلاد .

٢. يحمل الرأى العام قوات الدعم السريم المسئولية كاملة حيال احتلال المستشفيات ويبرئ ساحة القوات المسلحة منها .

٣ ينتقد الراي العام الدور السالب للكيانات المهنية الصحية المعروفة ( لجنة اطباء السودان _ نقابة الاطباء) والمتمثل في فى عدم ادانة العدوان وعدم استنفار الكادر الطبي للعمل فى ظل الأزمة .

٤ يرى الراي العام أن التهاون الحكومي في مجال التأمين هو ما يقود للتعدي على المستشفيات والكادر الطبى .

٥. يرى الراي العام ان التحسن في حالة النظام الصحي رهين ببسط دوائر التأمين على الارض اذ ان الكثير من الصيدليات والمراكز الطبية الخاصة يمكنها مزاولة العمل متى ماتوفر حد معقول من التأمين ومحاربة التفلتات الامنية .
————————————————
والدعوات أن يحفظ الله السودان وأهله، وينعم عليه بالأمن والاستقرار … اللهم سلم ، اللهم سلم

مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفيه ودراسات الرأي العام ،مركز اعلامي محايد مستقل.

الهدهد نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.