وسائل الإعلام الكولومبية تكشف مشاركة أجانب في معارك الفاشر
متابعات – الهدهد نيوز – كشفت وسائل إعلام كولومبية ودولية ناطقة بالإسبانية عن تورط مرتزقة أجانب، معظمهم من كولومبيا، في القتال بمدينة الفاشر إلى جانب مليشيا الدعم السريع المتمردة، مقابل مبالغ مالية مغرية.
وأوضحت تقارير تلفزيونية وصحفية أنّ شركات أمنية خاصة قامت بتجنيد عسكريين كولومبيين متقاعدين بعقود تصل إلى ستة أشهر، مقابل رواتب شهرية تتراوح بين 2500 و3000 دولار، مع وعود بمكافآت إضافية تصل إلى 10 آلاف دولار عند إكمال المهمة. وأشارت القنوات إلى أن هؤلاء المرتزقة يواجهون مخاطر كبيرة جراء القتال في بيئة مكتظة بالسكان وتحت غارات الطيران المسيّر، مما يعرضهم لاحتمال الملاحقة القانونية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.
وفي خطوة وُصفت بالحاسمة، وجّه رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس خطاباً باللغة الإسبانية إلى الشعب الكولومبي، شرح فيه موقف السودان الرافض لاستخدام المرتزقة في النزاع، مذكراً بالمسؤوليات الأخلاقية والقانونية المترتبة على ذلك. وقد لاقى الخطاب صدى واسعاً بعد أن أعاد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو نشره، داعياً الشباب الكولومبيين إلى رفض الانخراط في “حروب بالوكالة” خارج وطنهم.
من جانبها، نشرت منصة “لا سيلا فاسيا” الاستقصائية الكولومبية تقريراً كشف تفاصيل العقود المبرمة مع المرتزقة، مشيرة إلى دور بعض الجهات الإقليمية في تمويل عمليات التجنيد، وموضحة أن الإغراءات المالية دفعت الكثيرين للمشاركة في حرب وصفتها بـ”الخطيرة والمضللة”.
وتسلّط هذه التحقيقات الضوء على ظاهرة استقدام المرتزقة الأجانب إلى السودان، وما تحمله من أبعاد إنسانية وقانونية خطيرة، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف تجنيد المقاتلين في النزاعات المسلحة.
